مقاطعة الإخوان المسلمين

تم نشره السبت 31st تمّوز / يوليو 2010 03:06 صباحاً
مقاطعة الإخوان المسلمين
ماهر ابو طير

قرار الاسلاميين بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة ، قرار خاطئ ، ويعود ضرره على الاسلاميين بالدرجة الاولى.

لايمكن ان يستبق الاسلاميون اجراء الانتخابات النيابية ، والغمز من قناتها انها مزورة او غير مزورة ، مالم يشاركوا فيها ، ولايمكن الحكم المسبق على اجواء الانتخابات ومستوى نزاهتها ، مادام الاسلاميون لم يذهبوا اليها ، فهذه قدرة تقترب من التنبؤ بالغيب.

الرأي الذي يقول ان شورى "الاخوان المسلمين" اتخذ هذا القرار من باب التحوط والاستنتاج وقراءة المؤشرات ، وقياساً على الانتخابات الماضية ، رأي مردود ، لان الاسلاميين ذهبوا الى الانتخابات السابقة ، وهم يعرفون ان هناك تسييلا في الاصوات من دائرة الى دائرة ، ولم تكن جمعية المركز الاسلامي الخيرية بأيديهم ، وكانت على اساس الصوت الواحد ، وبرغم ذلك شاركوا.

غياب الاسلاميين امر مؤسف ، ويؤثر على نكهة مجلس النواب المقبل ، غير ان الضرر الاكبر لهكذا قرار يعود على الاسلاميين بالدرجة الاولى ، لان مقاطعتهم تأتي في ظروف حساسة ، وغيابهم يؤثرعلى قوتهم ، لغياب ممثليهم.

هناك من يرى ان مقاطعة الاسلاميين ، ضربة سياسية لسمعة الانتخابات النيابية ، لانها ستأتي دليلا على مآخذ جعلت الاسلاميين يتركون مجلس النواب ، وهو امر قد لايكون دقيقاً ، لان الاسلاميين قاطعوا في انتخابات سابقة ، ثم عادوا وترشحوا في التي بعدها ، وهذا يعني ان فكرة المقاطعة ثبت عدم جدواها ، انذآك.

تداعيات غياب الاسلاميين عن الانتخابات المقبلة ، تداعيات ليست خطيرة على سمعة الانتخابات النيابية ، لان مراكز الرأي العام العالمي ، ومراكز البحوث والافكار والدراسات السرية والعلنية الدولية ، ستكون سعيدة بغيابهم ، حتى لو اصدرت بياناً ناحت فيه على غياب اكبر حزب اردني ، فهذا من باب ذر الرماد في العيون ، وغيابهم اكبر امانيهم.

من المؤكد ان مقاطعتهم من جهة ثانية ستؤثر على تركيبة مجلس النواب المقبل.لكن مهلا.فقد خبر الاردنيون مجلساً نيابياً سابقاً غاب فيه الاسلاميون ، ولم تنقلب الدنيا ، وان تأثرت الرقابة وغاب اللون السياسي والفكري الذي له ثوابته ووجهات نظره تجاه كل القضايا.

غياب الاسلاميين ، امر سلبي ، واذا كان هناك مجال للعودة عن القرار ، فالعودة افضل ، لان كثرة رحبت بالقرار ، ولان كثرة من المرشحين ارتاحوا ايضا من مكاسرة الاسلاميين ، خلال الانتخابات ، ولان تراجع الحركة الى الظل ، امر يضر الحركة اولا واخيراً ، قبل اي احد اخر.

ليس اغرب من هكذا قرار ، ففي الوقت الذي يشتكي فيه الاسلاميون من غياب جمعيتهم ، ومن مضايقتهم في بعض نشاطاتهم ، يقررون المقاطعة ، كذات الزوجة التي قررت "الحرد" من بيت زوجها فخسرت البيت والزوج ، وتأثيرها على الجارات ايضا.

لو انسحب الاسلاميون خلال الايام الاخيرة قبيل الاقتراع ، لفهمنا ان لديهم مآخذ على العملية برمتها اما الانسحاب المبكر ، فيأتي توظيفاً سياسياً ضمن المكاسرات الجارية في عمان.

مع احترامنا للاسلاميين فقد انتصرت السلبية على الرغبة بالتغيير ، ومقاطعتهم صبت في آبار اخرى،.

"الخّير يغير ويبدل"..أليس كذلك؟.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات