نهاية عصر العولمة!

تم نشره الجمعة 26 آب / أغسطس 2016 12:36 صباحاً
نهاية عصر العولمة!
د. فهد الفانك

مر وقت ليس ببعيد كانت فيه العولمة تياراً كاسحاً، لا تستطيع قوة أن تقف في طريقه، وكانت العولمة تفرض نفسها بوسائل الاتصالات، والنقل، وفتح الحدود، واتفاقيات التجارة الدولية، وحرية انتقال العمال، وازدهار الشركات الكبرى العابرة للحدود. وبشكل عام أصبح ينظر إلى العالم على أنه قرية واحدة تذوب فيها الحواجز والحدود بين الشعوب والدول.

في ذلك الوقت غير البعيد صارت الوطنية نوعاً من الرجعية والعزلة، والحماية الجمركية اعتداءً على حرية التجارة، فالعولمة هي الوجه المعاكس للتخلف، مما جعل خصوم العولمة يتوارون عن الأنظار.

لم يعد الأمر كذلك اليوم، فقد بدأت التحفظات ثم تحولت إلى مقاومة صريحة وقوية. ولم يعد الاقتصاديون في حالة إجماع بل عادوا إلى خلافاتهم واجتهاداتهم المعتادة.

كان الاعتقاد السائد أن أميركا هي التي تقود العولمة وتحاول فرضها على العالم، واليوم تجد مقاومة شرسة على أيدي سياسيين وإعلاميين وصناعيين ونقابيين وعدد كبير من المفكرين في أميركا.

يقول عمال أميركا وأوروبا أن العولمة سرقت منهم فرص العمل التي انتقلت إلى دول العالم الثالث لرخصها، وترد الدول النامية بأن صناعات أميركا وأوروبا قتلت الصناعات الوليدة في العالم الثالث، ويشيرون بشكل خاص إلى سيطرة الشركات الأميركية العابرة للحدود على الاقتصاد العالمي، ذلك أن عدد سكان أميركا يقل عن 5% من البشر، ولكنها تملك 27% من الشركات الكبرى العابرة للحدود.

منظمة التجارة العالمية أصبح لها قوة معنوية ووجود رمزي فقط، ولكنها غير قادرة على فرض القيود والشروط على أعضائها. وفقدت العولمة أنصارها، فلم يعد هناك من يتطوع للدفاع عنها، أو الدعوة للمزيد منها.

بلدنا سعى لعضوية منظمة التجارة العالمية ظناً منا أنها ستفتح لنا أسواق العالم، وتجتذب الاستثمارات الأجنبية، فكانت النتيجة عكسية، فقد تم اجتياح السوق المحلية، ولم نفلح في الوصول إلى أسواق العالم، وصرنا نستورد ثلاثة أمثال ما نصدّر.

حكومات العالم الثالث تحاول الاستفادة من انفتاح الأسواق العالمية وحماية أسواقها المحلية في الوقت ذاته حتى لو خالفت قواعد منظمة التجارة العالمية التي لم تعد تشكل شرطياً تنفيذياً.

لو قام الاردن ببعض إجراءات حماية الصناعة المحلية فلن تكترث منظمة التجارة العالمية ولن تتحرك ضد بلد صغير لا تهدد صناعته أسواق العالم.

(الرأي 2016-08-26)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات