حتماً سيكون مصيري الوجود

تم نشره الأحد 28 آب / أغسطس 2016 09:23 مساءً
حتماً سيكون مصيري الوجود
هبة الله الذهبي

إذا لم التقِ بك، إذا لم أنجب منك، إذا لم تكن حبيبي، في زمنٍ ما، فحتماً ستتغير الظروف والأماكن والأزمنة؛ لنلتقي مجدداً وننجز ما كُتب لنا..

هذه النظرية الكونية التي يحلم بها كل عاشق هل هي حقيقة أم خيال؟

في البادئ أرواحنا متوارثة، وأجسادنا ما هي إلا طريقٌ للعبور من الشرق إلى الغرب، فهل نعيد تكرار مآسينا أم يتطور لدينا الوعي الباطني في كل مرحلة، فعندما نكون في الوجود ماذا نترك من بصمات ورسائل لنتلقاها في وجود آخر.

هذه النظرية الروحية توصل ذاتنا نحو الكمال والقناعة بالوجود، وترسلنا لنترك أثراً واضحاً في كل مرحلة، ولكن هل هي للعموم أم للخصوص؟

فما يحدث في العالم من ثورات وحروب تنزع الوجود من القلوب.. لا أحد مستقر! يعيش العالم بلا أمل نتيجة المادية المطلقة التي سيطرت عليه والسُلطة التي نجدها في كل مكان بكثرة، فأينما كان مركزك فأنت في سُلطة، كل فرد فينا أصبح له سُلطة بطريقة ما، من الوزير إلى الشرطي إلى العامل البسيط، كلنا نمارس السُلطة وكأنها عصب الحياة وامتنان لفقداننا الكثير من الوعي، ليس هذا المعتقد السلطوي ما يثبِّت أقدامنا في الحياة، فما نعطيه هو ذخيرتنا، ولكن إن كان الكل يأخذ فمن يعطي؟

هذا الشتات الذي نعيشه والذي أصبح متداولاً بعصرنا الحديث، كيف تقع نظرية حتماً سيكون مصيري الوجود بينه؟

عندما يوجد الحب تتكون هذه النظرية بطلاقة وحدها كنورٍ يشعُ في الليالي المظلمة، وتسحب العقلاء إلى الأمل والتجدد والعطاء والعودة إلى مفهوم الواحد، فمن غير هذا الحب لا يُخلق التوازن في أجسادنا وأرواحنا، وهو الصراط المستقيم يصل بدايتنا بالنهاية وعندها حتماً سيكون مصيرنا الوجود في كل زمانٍ ومكان، وفي كل ماضٍ وحاضر ومستقبل.

إذا ترسخ هذا المفهوم في عقولنا وأرواحنا، فلن تكون هناك انهيارات نفسية في أعماقنا تقودنا إلى العودة للبداية، بل يصفو هذا الطريق لينمو الوعي الروحي الوجودي، ليوصلنا إلى نهايات سعيدة، وهذا حلم كل عاشق فقدَ عشقه في مرحلة ما، فلا بد أن يلتقي به في مرحلة أخرى، وحتماً لأرواحنا في النهاية ستكون معاً، بوجودٍ عبّرت عنه الأديان بالجنة والنار والخلود الذي لا بدّ أن يكون روحياً.

في مجتمعاتنا نُسبَ الحب للإنسان ولم يعلموا أن لكل حبٍ بدءاً يحققه بلا نقصان، فغاية الحب في الإنسان الوصل الروحي بالجسد، والحب أسمى من ذلك بكثير، فالقلب من حيث ما تعطيه يستجيب بفطرته ويجول بين المعاني والمغاني، ولولا الفناء ما حصل الوجود، الذي هو انتقالنا بين درجات الحب من نسخةٍ لأخرى.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات