الاقتصاد صعـود أم هبـوط؟

هل الاقتصاد الأردني اليوم في حالة انتعـاش وصعود أم في حالة ركود وهبوط؟ هناك وجهتا نظر متعاكستان تجد كل منهما من يتبناهـا ويدافع عنها بحرارة، ويحاول إيجاد البراهين والمؤشرات التي تؤيـد وجهة نظره.
هـذا التناقض في وجهات النظر ليس له مبرر في ظل مؤشـرات رقمية كافية تدل على هذا الاتجاه أو ذاك، وعلى سبيل المثال فإن الصادرات الوطنية والسياحة وحوالات المغتربين والإنتاج الصناعي والزراعي تعطي قراءات إيجابية مشجعة، فما هي المؤشـرات التي تدل على عكس ذلك، خاصة وأن مؤشرات البطالة والفقر مستقرة.
مثل هـذا الاختلاف في وجهات النظر موجود في أميركا اليوم لدرجة أن مجلة تايم الأسبوعية نشرت على غلافها سـهماً صاعداً يمثل الاقتصاد في حالـة صعود، وسـهماً هابطاً باللون الأحمر يمثل الاقتصاد في حالة هبوط.
من المفهوم أن يحدث الخلاف عل تقويم حالـة الاقتصاد في أميركا لأنهم على وشك إجراء الانتخابات النصفية في تشرين الثاني القادم، وهناك قناعة راسخة بأن الحزب الديمقراطي سـيفوز إذا كان الاقتصاد الأميركي صاعـداً والبطالة في تراجع، وأن الحزب الجمهوري المعارض سـوف يفوز إذا كان الاقتصاد الأميركي في حالة سـيئة والبطالة في حالة تفاقم.
من الطبيعي والحالة هذه أن يختلف تقويـم الاقتصاد لأسباب سياسية فأنصار الإدارة الحاكمة يرون الجانب الإيجابي ومعارضو الإدارة يرون الجانب السلبي. ومع أن الأردن مقبل أيضاً على انتخابات عامة في تشـرين الثاني، إلا أن الحملة الانتخابية في حالتنا ليست بين حكومة ومعارضة، وبالتالي فإن اختلاف التقويم في حالتنـا لا يعود لأسباب سياسية بل إدارية واقتصادية.
الاقتصاد الأردني ليس جامداً بدلالة ارتفاع الصادرات والمستوردات وارتفاع الأسعار نتيجة لزيادة الطلب.
المريض المتفائل أقرب إلى الشـفاء من المريض المتشائم أليس كذلك.؟
( الراي )