دولة عربية تخسر مليونَي سائح في 7 شهور!
المدينة نيوز- لاحظ الكثير من العرب كمية السخرية التي اطلقها المجتمع المصري هذا الصيف في الحديث عنِ السياحة، ولكن لربما أخذها معظم الناس كمزحة، فلا أظن أن أحدنا توقع أبداً أن سخرية المصريين من توجه الكثيرين منهم إلى شرم الشيخ أو لأماكن السياحة "البرجوازية" أو التي عرفت للأجانب تعني مشكلةً حقيقية، فقد تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 41% خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، إلى 2.857 مليون سائح، مقارنة مع الفترة المناظرة من العام الماضي.
ووفق مسحٍ أجرته الأناضول استناداً إلى بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر (حكومي)، تراجع عدد السياح من 4.880 ملايين سائح خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، وفسر الجهاز تراجع العدد إلى انخفاض السياح الوافدين من روسيا الاتحادية بشكل أساسي، بالإضافة إلى بريطانيا وألمانيا وبولندا.
وعلقت موسكو رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ (شرق) عقب مقتل 224 شخصاً معظمهم روس، إثر تحطم طائرة روسية فوق سيناء نهاية أكتوبر/تشرين أول 2015، ومنذ ذلك التاريخ تراجعت حركة السياحة إلى مصر بشكل كبير.
وخلال مطلع مايو/أيار 2016، اعتمد مجلس الوزراء المصري محاور التحرك العاجلة لاستعادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، والتي تهدف إلى جذب 10 ملايين سائح بنهاية عام 2017 من الأسواق السياحية المستهدفة، فمصر تعتمد بشكل أساسي على إيرادات السياحة لتوفير النقد الأجنبي، إلا أن سلسلة انتكاسات آخرها سقوط طائرة ركاب تابعة لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط منتصف مايو/أيار الماضي، دفعت باتجاه مصاعب أخرى لصناعة السياحة المصرية، وفق تقرير سابق للأناضول.
وقبل ثورة يناير/كانون ثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، كان قطاع السياحة المصري يدرُّ على البلاد نحو 12 مليار دولار سنوياً،، وفي مارس/آذار الماضي، خطف مصري زعم أنه يرتدي حزاماً ناسفاً واتضح فيما بعد أنه غير حقيقي، طائرة تابعة لشركة مصر للطيران إلى قبرص الرومية، وانتهت الحادثة بسلام.
وبلغ عدد السياح الذين زاروا مصر في 2015، 9.3 ملايين سائح بانخفاض نحو 6% عن عام 2014، بإجمالي الإيرادات بلغت 6.1 مليارات دولار بانخفاض 15% عن الإيرادات المتحققة في 2014، حيث قال وزير المالية المصري عمرو الجارحي الأسبوع الماضي، إن حصيلة قطاع السياحة في بلاده تراجعت إلى 4.5 مليارات دولار في العام المالي الماضي 2015/2016، مقابل نحو 12 مليار دولار في سنوات ما قبل ثورة 25 يناير/كانون ثاني.
ويبدأ العام المالي في مصر مطلع يوليو/تموز حتى نهاية يونيو/حزيران من العام التالي، وفق قانون الموازنة المصرية، وأوضح الجارحي، أن التراجع انعكس سلباً على نقص الموارد الدولارية وتوافر العملات الأجنبية للاقتصاد المصري، مشيراً إلى أن الشهور الـ 10 الأخيرة سجلت أسوأ فترة تأثرت بها السياحة منذ 15 عاماً الماضية.