مزايا البلد الصغير

نتمنى لو تتحقق المعجزة ونعيش في دولة الوحدة العربية التي تمتد من المحيط إلى الخليج ، وتعد سكاناً يناهزون 350 مليون نسمة ويحتلون سدس مساحة اليابسة. ولكن هذا حلم نعرف أنه لن يتحقق لهذا الجيل ، وقد لا يتحقق أبداً. الأمر الواقع أننا نعيش في بلد صغير ، لا يزيد عدد سكانه عن ستة ملايين من أصل ستة مليارات من البشر ، وعلينا أن نتعرف على مزايا البلدان الصغيرة ونستفيد منها.
البلد الصغير يستطيع أن يتصرف بحرية أكبر وهو آمن ردود الفعل ، يستطيع مثلاً أن لا يلتزم بقواعد الطاقة النظيفة ، وإذا شاء أن يفعل فهناك مكافآت مالية تستحق له.
ويستطيع البلد الصغير أن يخالف القواعد المنصوص عليها في منظمة التجارة العالمية إذا تطلبت مصلحته ذلك ، دون أن يجد دولة ترفع ضده قضية وتحاول أن تفرض عليه عقوبات.
ويستطيع البلد الصغير أن يزيد صادراته حتى في أوقات الركود وانكماش السوق العالمية ، فحصته صغيرة ويستطيع أن يضاعفها دون أن يتعرض لردود فعل أو معاملة بالمثل.
ويستطيع البلد الصغير أن يحقق إنجازات كبيرة ، وليس غريباً أن تكون أعلى حصة للفرد من الدخل في أصغر بلد في أوروبا وهو لوكسمبورج ، وفي مقدمة البلـدان المزدهرة بلدان صغيرة مثل هونج كونج ، سنغافورة ، سويسرا ، فنلندا ، قطر إلى آخره.
في البلدان الصغيرة حكومات ديناميكية تحقق نتائج سريعة وملموسة ، فالتغيير ممكن ، والقرارات قابلة للتنفيذ لتحقيق الأهداف المرسومة. وهي أقدر على اجتذاب المساعدات الخارجية حيث أن مبالغ صغيرة تحقق نتائج ملموسة.
البلد الصغير بحجمه يستطيع من خلال قيادة ممتازة أن يكون كبيراً في مكانته وإنجازاته ، وأن يلعب دوراً أكبر من حجمه السكاني والاقتصادي ، خاصة وأن القوة التصويتية للدول متساوية في معظم المحافل الدولية بغض النظر عن حجمها.
إذا كان لحجم الدولة الصغير مزايا فإن له تكاليف وأعباء أيضاً ، فعندما ترقص الفيلة فإن على الكائنات الصغيرة أن تأخذ حذرها.
الأردن بلد صغير ولكنه ليس من أصغر البلدان من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد ، ففي العالم أكثر من 70 دولة أصغر من الأردن بجميع المقاييس.
( الراي )