واشنطن: استهداف القافلة الانسانية في سوريا يضع التزامات موسكو على المحك

المدينة نيوز :- حذرت الولايات المتحدة من أن الغارات الجوية التي استهدفت مساء الاثنين قافلة شاحنات محملة بالمساعدات الانسانية في ريف حلب الغربي مما اسفر عن مقتل 12 متطوعا وسائقا تضع التزامات روسيا على المحك وتقوض الجهود الرامية لانهاء الحرب في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جون كيربي في نيويورك حيث يشارك الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ان الولايات المتحدة “صعقت” لدى تلقيها نبأ استهداف القافلة الانسانية وسوف “تثير هذه المسألة مباشرة مع روسيا” التي يشارك وزير خارجيتها سيرغي لافروف في اجتماعات نيويورك.
واضاف كيربي انه “على ضوء الانتهاك الفاضح لوقف العمليات العدائية سنعيد النظر في آفاق التعاون مع روسيا”، في اشارة إلى التعاون العسكري الذي كان يفترض ان يحصل بين واشنطن وموسكو بموجب اتفاق جنيف الذي ارسى الهدنة في سوريا.
واتى تصريح المتحدث الامريكي بعيد اعلان دبلوماسي أمريكي في نيويورك امام بضعة صحافيين ان يوم الاثنين “كان يوما صعبا في سوريا واعتقد انه يطرح اسئلة خطرة للغاية بشأن قدرة الروس على الوفاء بالتزاماتهم”.
واضاف “نشعر ان ما جرى اليوم يوجه ضربة قوية الى جهودنا الرامية لارساء السلام في سوريا”، رافضا في الوقت نفسه الاقرار بان الهدنة انتهت في سوريا.
وقتل 32 مدنيا على الاقل مساء الاثنين في غارات جوية بمحافظة حلب في شمال سوريا، بينهم 12 قتيلا سقطوا في استهداف قافلة مساعدات انسانية في ريف المحافظة الغربي، وذلك بعيد اعلان الجيش السوري انتهاء الهدنة، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي حين تعذر على المرصد تحديد هوية الطائرات التي استهدفت القافلة الانسانية نفى مسؤول في الادارة الاميركية ان تكون طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين في سوريا هي التي شنت الغارات، محملا بالتالي المسؤولية عن هذا القصف للنظام السوري او لحليفته موسكو.
وقال هذا المسؤول طالبا عدم نشر اسمه ان “الروس عليهم مسؤولية الامتناع عن هذا النوع من الاعمال وعليهم ايضا مسؤولية منع النظام السوري من القيام بها”.
وكان كيري رفض اعتبار الهدنة منتهية في سوريا، مؤكدا في تصريح للصحافيين خلال اجتماع مع نظراء عرب في نيويورك أن موسكو هي المسؤولة أمام واشنطن عن احترام الهدنة وإلزام نظام الرئيس بشار الاسد باحترامها.
وقال الوزير الامريكي إن “الروس وقعوا اتفاقا ويجب الآن ان نرى ماذا يقولون، ولكن الاهم من ذلك هو انه يجب على الروس ان يسيطروا على الاسد”.
ومن المقرر أن يلتقي كيري نظيره الروسي صباح الثلاثاء في نيويوك خلال اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا.
ومساء الاثنين اعلن الجيش السوري “انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة الذي أعلن اعتبارا من السابعة مساء من يوم 12 ايلول/ سبتمبر بموجب الاتفاق الروسي الامريكي”.
وتوصلت واشنطن وموسكو الى اتفاق ينص على وقف لإطلاق النار في سوريا بدأ سريانه مساء 12 ايلول/ سبتمبر، ويستثني مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة).
وتبادلت روسيا والولايات المتحدة منذ أيام الاتهامات حول اعاقة تنفيذ الاتفاق.( ا.ف.ب)