القراصنة البيض

المدينة نيوز - عاد الاعلام الرأسمالي, الاوروبي والامريكي لربط القرصنة الصومالية بالثقافة العربية والشرقية عموماً متجاهلاً أمرين, الأول معاصر, والثاني له علاقة بتقاليد وآباء ومؤسسي القرصنة في التاريخ:
الأمر الاول: ان قوارب القراصنة الصومالية تشكلت ابتداء في إطار الصراع اولاً مع سفن القرصنة الاوروبية - الامريكية الكبيرة التي كانت تسرق السمك من المياه الاقليمية بدون حسيب او رقيب.. وفي إطار الصراع ثانياً مع سفن امريكية واوروبية كانت تلقي بالنفايات الكيماوية والنووية على الساحل الصومالي...
الأمر الثاني, يتعلق بتاريخ ومؤسسي القرصنة من الأوروبيين والامريكيين. فمن القراصنة الفرنسيين الذين كانوا يزودون عصابة القتل الرسمية الفرنسية (الأقدام السوداء) بالأسلحة ضد الشعب الجزائري والتي تذكرنا بعصابة المياه السوداء (البلاك ووتر) الامريكية ضد الشعب العراقي.. الى القراصنة الانجليز.
وعلى ما يذكر جون بيركنز فمن أشهر هؤلاء هنري مورغان وفرانسيس دريك (عاشا في القرن السادس والسابع عشر) ونالا لقب سير من ملكة بريطانيا وكانا مكلفين بأعمال النهب والاعتداء التي لا تريد بريطانيا ان تتورط فيها مباشرة تماماً مثل دور البلاك ووتر الامريكية في العراق وافغانستان.
أما القراصنة الامريكان, وحسب كتاب (امبراطورية الثورة) فهم الذين شكلوا او كانوا نواة البحرية الامريكية (المارينز) وقد اختطفوا أكثر من 200 سفينة تجارية ومدنية خلال الحرب الامريكية - البريطانية اوما يعرف بحرب الاستقلال الامريكية...
يضاف الى ذلك ايضاً, ان كل الحملات الاستعمارية الاوروبية والامريكية لنهب العالم الثالث والسيطرة على أسواقه وموارده تمت باستئجار وتوظيف القراصنة وسفنهم وخبراتهم من البحر الكاريبي الى البحر الابيض والسواحل الافريقية الى سواحل اندونيسيا وماليزيا...
وتعيد إحدى الدراسات أحد أسباب هزيمة الاسطول البرتغالي أمام الاسطول العُماني الى اعتماد البرتغاليين على القراصنة.. كما تعيد دراسة أخرى أسباب هزيمة السفينة الامريكية (فيلادلفيا) أمام السواحل الليبية عام 1805 الى اعتماد الامريكيين على القراصنة مما اضطر واشنطن لدفع 60 الف دولار لليبيين.
العرب اليوم
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net