المليارات والتقاليد الجديدة

اولاً نبارك للابناء نجاحهم في قطوع التوجيهي.. ولا نشكو من كثرة الاعلانات التي تنشرها المدارس الخاصة عن نجاح طلابها المميز. ونشيد باجراءات الامن العام الرقيقة في تعاملها مع المحتفلين بالنجاح بالطريقة المرعبة التي شهدناها خلال الاعوام الماضية.. فتسجيل رقم السيارة الاحتفالية وتمرير رقمها وصاحبها الى الحاكم الاداري هو افضل كثيراً من احتجازها, واحتجاز الفايعين على ظهرها, ومن شبابيكها, مع ان الكثيرين يفضلون ذلك على اخذ رقم السيارة, واحضار صاحبها للحاكم الاداري!!
المهم في تقاليدنا او التي اصبحت تقاليد, أن نعيد ضبطها بما يتلاءم مع الاردن المتحضر الجميل الهادئ, فالاخبار تقول أن هناك عشرين الف طالب انتقلوا من المدارس الخاصة الى المدارس الحكومية. وهذه لها دلائل اهمها تراجع حالة «النفخة» الاردنية.. بعد أن صارت اقساط طالب الثانوي في هذه المدارس مكلفة الى حد غير معقول..
والاخبار تقول ان النجاح في المدارس الحكومية مميز ايضاً. لكن لا شيء يقنع وزير التربية بنشر اعلان عن طلبة المدارس الرسمية المتفوقين!!
يوم الخميس الماضي حضرنا احتفاء بعريس نحبه وفي وسط الغناء الجميل انطلقت الكلاشنكوفات والمسدسات على انواعها، وستر الله، فالذين كانوا يتفرجون في الطبقات العليا دخلوا الى الداخل.. والا لسقطوا كالحمام من الشرفات.
قلنا لموظف كبير في وزارة التنمية السياسية بعد هذا الى اين وصلتم في التنمية، وضحك اخونا ضحكة دافئة كان يمكن ان تكون الامور اسوأ.
هذا الشهر هو شهر الزيجات المباركة وقبل رمضان، ونتمنى على المغرمين بالاحصاءات ان يعطونا تقديرا لملايين الدنانير التي انفقت على الولائم، فهذه اسمها الملايين الضائعة، كالملايين مئات الملايين على الهواتف الخلوية، ومئات الملايين على تدخين السجائر والمعسل، فهناك ملياران ونصف المليار ينفقها الاردنيون على لا شيء.
( الراي )