القروض الأجنبية دعم الخزينة أم تمويل المشاريع؟

تم نشره الإثنين 24 تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 12:16 صباحاً
القروض الأجنبية دعم الخزينة أم تمويل المشاريع؟
فهد الفانك

وافقت حكومة اليابان على منح الأردن قرضاً لدعم الموازنة العامة بعد أن تم تخفيضه من 300 مليون دولار حسب طلب الأردن ، إلى حوالي 200 مليون دولار ، ولأجل طويل (30 عاماً) بضمنها فترة سماح (7 سنوات) وسعر فائدة متدن ِ 7ر1% سنوياً.

كل هذا ممتاز باستثناء وصف الهدف من القرض بأنه لدعم الخزينة أو الموازنة ، أي لتمويل النفقات العامة ، وهو أسوأ استعمال للاموال المقترضة سواء من زاوية نظر المقرض او المقترض.

صحيح أن الخزينة بحاجة للدعم لتضييق الفجوة وتقليل العجز ، ولكن دعم الخزينة لهذا الغرض يكون عن طريق المنح وليس القروض. القروض يجب أن تخصص لتمويل المشاريع الاقتصادية ، وهي متوفرة ضمن باب النفقات الرأسمالية في الموازنة القادمة لسنة 2017.

ربما كان من الخطأ أن نطلب قرضاً لدعم الخزينة وتسديد العجز في الموازنة ، وكان يجب أن نطلبه لتمويل مشاريع المياه والطاقة والبنية التحتية المدرجة في الموازنة العامة في بند النفقات الرأسمالية ، فهذا أفضل للمقرض والمقترض ، وأقرب للحقيقة لأن عدم توفر المال لا يوقف النفقات الجارية بل يؤجل أو يلغي النفقات الرأسمالية.

عندما يدخل المال إلى خزينة الدولة لا يتميز حول ما إذا كان سيصرف بهذا الشكل أو بذاك. وبما أن موازنة الدولة للعام القادم تحتوي على نفقات رأسمالية كبيرة ، فيمكن اعتبار أن القرض الياباني سيذهب باتجاه تلك المشاريع ليضمن تنفيذها.

من الصعوبة بمكان تمييز استخدامات مصادر الأموال بعد أن تدخل الخزينة ، فحصيلة ضريبة المبيعات أو الجمارك أو غيرهما من الإيرادات المحلية لا تخصص لهذا الغرض أو ذاك ، وبالإمكان اعتبار أنها جاءت لتمويل النفقـات المتكررة ، وأن القروض الأجنبية جاءت لتمويل النفقات الرأسمالية ، فهذا أقرب إلى الواقع.

الأصل أن تسديد القروض وفوائدها يأتي من مردود المشاريع التي تم تمويلها من تلك القروض ، اما القروض التي تطلب لتمويل عجز الموازنة فليس معروفاً كيف ومن أين سيتم تسديدها.

تحسن وزارة التخطيط صنعاً إذا زودت الوفد المغادر إلى اليابان برئاسة جلالة الملك في الزيارة المرتقبة بقائمة بالمشاريع والنفقات الرأسمالية الواردة في موازنة 2017 ، والتي سوف يتم تمويلها جزئياً أو كلياً من حصيلة هذا القرض الياباني الذي يقصد به دعم الاقتصاد الأردني.

(الرأي2016-10-24)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات