خبير بمعهد واشنطن: السياسات السعودية "الحازمة" تجاه مصر قيد التنفيذ

تم نشره الثلاثاء 25 تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 12:08 صباحاً
خبير بمعهد واشنطن: السياسات السعودية "الحازمة" تجاه مصر قيد التنفيذ
السيسي والملك سلمان - ارشيف

المدينة نيوز- أكد باحث وخبير أمريكي في السياسة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، إن التوتر الحالي الذي تشهده العلاقات المصرية السعودية يعتبر”نمطاً مألوفاً”، معتبرا أن الرياض ترى أن القاهرة لم تفِ بالتزامات “الصفقة الضمنية” بينهما.

وقال إريك تراجر، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية: “قد يلمس المراقبون المهتمون بالسياسة الخارجية الأمريكية نمطاً مألوفاً في التوترات التي طبعت مؤخراً العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية حين أعربت مصر هذا الشهر عن تأييدها لقرار روسي بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي فأثارت بذلك غضب المملكة العربية السعودية إلى حدٍّ دفع السفير السعودي في الأمم المتحدة إلى انتقاد التصويت المصري علناً. فالسعودية تعارض المساعي التي تبذلها روسيا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد وقد فضّلت عليها قراراً فرنسياً منافساً يسعى إلى إيقاف القصف الروسي على حلب”.

وتابع تراجر: “أغدقت السعودية أيضاً مساعدات كبيرة على مصر لكي تستطيع الوقوف على قدميها، ولا سيما في السنوات الأخيرة. فبعد إسقاط أول رئيس مصري منتخب وأحد قادة الإخوان المسلمين، محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013، سارعت الرياض إلى منح القاهرة 5 مليارات دولار، ثم تعهّدت بتقديم 4 مليارات دولار إضافية في مارس/ آذار 2015 وبعد ذلك وقّع الملك سلمان بن عبد العزيز في أبريل/ نيسان اتفاقيات بلغت قيمتها 25 مليار دولار.”

وعلق تراجر أن هذا الدعم الاقتصادي لمصر “خلال مرحلة ما بعد مرسي يعكس المخاوف السعودية من المطامع الإقليمية للإخوان المسلمين وكذلك اعتقاد السعودية بأن استقرار مصر قد يعزز الدفاعات السعودية بوجه إيران ووكلائها. وبدا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد قبِل بهذه الصفقة الضمنية حيث قال للملك سلمان في مارس/ آذار 2015 أن مصر تعتبر أمن دول الخليج العربية خطاً أحمر.”

ورأى تراجر الذي كان في مصر خلال ثورات إسقاط الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك عام 2011، وأجرى العديد من المقابلات مع قادة في الحكومة المصرية والجيش والأحزاب السياسية، أنه “من وجهة نظر المسؤولين في الرياض، لم يف الرئيس السيسي بالتزاماته في هذه الصفقة، فقد رفض إرسال جيوشه لمساندة السعودية في عملياتها ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، كما ورفض المطالب السعودية بالتدخل العسكري في سوريا”، بحسب "وطن".

وأضاف أنه “خلال الزيارة التي قام بها الملك سلمان في نيسان/أبريل الماضي، حاولت الحكومة المصرية تسوية الخلافات عبر الاعتراف بسيادة السعودية على جزيرتين في البحر الأحمر كانتا قد خضعتا للإدارة المصرية منذ عام 1982. ومع ذلك، ماطلت المحاكم المصرية في تسليمهما،” على حد قوله.

واستطرد تراجر بأن التصويت الذي جرى في الأمم المتحدة “سلط الضوء على التباين في وجهتي النظر المصرية والسعودية تجاه الصراع السوري. فالرياض تتخوف من أن يؤدي صمود الأسد إلى توطيد قوة خصمها الرئيسي إيران، بينما تتخوف القاهرة من التنظيمات الإسلامية السنية الأشد انخراطاً في القتال ضد الأسد، انطلاقاً من حذرها من معاركها الخاصة ضد التنظيمات الإسلامية (مع أن عدد القتلى المترتب عن هذه المعارك الأخيرة أقل بكثير). وكانت القاهرة صريحة بشأن هذا التباين في وجهات النظر الاستراتيجية، إذ قال وزير خارجيتها سامح شكري بعد لقائه مع نظيره الإيراني خلال سبتمبر/ أيلول إن التحالف الذي يخوض الحرب في سوريا قد يرغب في تغيير النظام في البلاد، ولكن هذا ليس موقف مصر.”

وقال تراجر إن المراقبين للأوضاع المصرية في واشنطن قد يجدوا “نمطاً معيناً في عدم خضوع مصر لممولها الأهم (السعودية) علماً بأن المملكة تعتبر مصر لمصالحها الإقليمية الخاصة”.

وأشار تراجر إلى ما وصفه بتعمد السيسي التقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته، ذاكرا صفقة الأسلحة بين القاهرة وموسكو بقيمة 3.5 مليار دولار في سبتمبر/ أيلول 2014، وأن “تقارب حكومة السيسي من روسيا يعكس التقاء المصالح ضد التنظيمات الإسلامية السنية. وبقدر ما يفعل مع السعودية، لا ينفك الرئيس السيسي عن التشديد على رغبته في تقوية العلاقة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، حتى بينما يتعاون بشكل أعمق مع الخصم الرئيسي لواشنطن”.

واختتم تراجر مقاله بالقول إنه حتى الآن “نجح السيسي في رهانه بالإفلات من عواقب هذا التصرف بدون خسارة المساعدات الأجنبية. إلا أن تعليق المملكة العربية السعودية للمساعدات النفطية، بالإضافةً إلى قرار واشنطن بتحويل مبلغ يزيد عن 100 مليون دولار كان مخصصاً لمصر إلى دول أخرى، يوحيان بأن التغييرات قد تكون قيد التنفيذ.”



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات