كل هذا «التَصَهّْيُن».. ايرينا بوكوفا مثالاً!

تم نشره الثلاثاء 25 تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 12:11 صباحاً
كل هذا «التَصَهّْيُن».. ايرينا بوكوفا مثالاً!
محمد خروب

هل تذكرون قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 3379 والذي اعتبر «الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية»؟، كان ذلك تم في مثل هذه الأيام قبل «41» عاماً وتحديدا في 10/11/1975، يومها.. جنّ جنون اسرائيل وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية, وقام مندوب اسرائيل في المنظمة الدولية حاييم هرتسوغ بتمزيق نص القرار أمام الكاميرات وقال عبارته الشهيرة التي أهّلته (والتمزيق) كي يُصبِح لاحقاً رئيساً للدولة الصهيونية: إن هذا القرار لا يساوي الحبر الذي.. كُتِبَ به.

لم «تسكت» اسرائيل وواصلت العمل بدأب ومثابرة, حتى نجحت بعد ستة عشر عاماً في استصدار قرار مضاد «ألغى» مفاعيل القرار 3379 وحَمَلَ الرقم 8646 بتاريخ 16/12/1991، بعد ان اوشك الاتحاد السوفياتي على الانهيار, وبدت واشنطن وكأنها ربحت الحرب الباردة وتم اعتبار «الرأسمالية» خيار البشرية «النهائي» والأخير, على نحو وصفه مهرجو الامبريالية والمُزيّفون... بأنه «نهاية التاريخ».

مناسبة العودة الى التذكير بالصفعة الأكبر التي وُجّْهَت لحركة التحرر الوطني الفلسطيني والعربية بل والعالمية, اننا امام اوضاع مشابهة في النص والسيناريو والتنفيذ, ولكن هذه المرة في ساحة منظمة الثقافة والعلوم الدولية المُسمّاة اختصاراً «اليونسكو», حيث بدأت اسرائيل التي اصابها قرار اعتبار المسجد الأقصى والحائط الغربي له (الموصوف يهودياً بحائط المبكى) تراثاً إسلامياً خالصاً ومكان عبادة للمسلمين وحدهم...بالصدمة, وكاد أن يهوي بروايتها الاستعمارية الإحلالية واساطيرها التأسيسية المُزَيّْفَة، الأمر الذي دفعها وكل يهود «العالم», كما جموع المتصهينين والمتأسرلين, الى شن حملة شعواء مُتصاعِدة لم تبلغ ذروتها... بعد, وإن كانت بدأت تحصد «بعض» النتائج اللافتة, والتي تمثلت – ضمن أمور أخرى بالتصريح الخطير ان لم يكن الأسوأ التي ادلت به مديرة عام اليونسكو البلغارية المُتصهّيِنة ايرينا بوكوفا, والتي كادت ان تصبح امينا عاما للامم المتحدة خلفا لبان كي مون, لولا اعتراض روسيا وتأييدها ان تكون «إمرأة» من أوروبا الشرقية في هذا المنصب حتى من بلغاريا, ولكن ليس... «بوكوفا».

قالت السيدة المُتصهيِنة, التي يبدو انها وقد اقترب موعد مغادرتها موقعها في العام المقبل, بعد ان استمرّت بإشغاله لدورتين (كل منها اربع سنوات) تُريد «الاستثمار» في السياسة الممالِئة للصهيونية, علّها لا تفقِد امتيازات الوظيفة الأُمميّة, وبالتالي لا تضطر الذهاب الى التقاعد المبكر لمُداعَبة الأحفاد وكتابة المذكرات التي لن يحفل بها أحد.

تقول ايرينا بوكوفا، في رسالة بعثت بها الى وزير التربية الصهيوني المتطرف وزعيم حزب «البيت اليهودي» المؤيد للاستيطان بل ان رئيسه يعيش في مستوطنة بالضفة المحتلة: سأعمل على تغيير «القرار» ومنع «تزوير التاريخ».. كذلك منع فعاليات وقرارات ضد الساميّة وضد إسرائيل»، تقول السيدة المتصهينة اذا، «طز» في الأعضاء, وطز أخرى في «الأغلبية» التي صوتت لصالح القرار, وترى في ما حدث «تزوير للتاريخ» وشكل من اشكال «اللاساميّة» بل وضد اسرائيل ذاتها, التي لا يمكن ان تسمح (بوكوفا) بأي فعاليات في اليونسكو... ضدها!!

ليت الامور انتهت عند هذه المرأة التي ترتمي طواعية في حضن الصهيونية وراعيتها الامبريالية الاميركية, بل ثمة رئيس وزراء دولة قيل في وصفها ذات يوم انها اقرب الى»الاعتدال» في موقفها من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ونقصد ايطاليا, حيث قال رئيس وزرائها ماتيو رينزي في اتصال هاتفي مع نتنياهو: «إنّ القول بأنّ القدس واليهودية، ليس بينهما علاقة، يُشبه القول بأن الشمس تنشر الظلام»، بالطبع بعد ان قدّم اعتذاره من نتنياهو مُعتبِراً (رينزي) أن تصويت ايطاليا الى جانب القرار كان خطأ.. «لن يتكرّر».

هنا والآن... تحضر الى الذهن اقوال امين عام الأمم المتحدة الأسبق الذي ساهم في تحضير الأجواء لحرب الخليج الثانية ضد العراق اوائل تسعينات القرن الماضي... «ديكويلار», عندما وصف قرار اعتبار الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية بانه «اتُخِذَ على اساس تفسير خاطئ لماهِيّة الصهيونية, وانه لا يمكن اعتبار مساعي الشعب اليهودي لإقامة (دولته) شكلاً من اشكال العنصرية»، وكان ذلك توطئة (وتواطأ) لاستصدار قرار يُلغي القرار 3379 ويعتبره كأنه لم يكن...وقد كان.

أين من هنا؟

غداً الأربعاء.. يلتقي المجلس التنفيذي لليونسكو، في جلسة اخرى. لن تكون مُكرّسة لإلغاء القرار الخاص بالمسجد الأقصى والحائط الغربي, الذي اكتسب صفة القرار «النهائي» بعد ان طلبت المكسيك سحب تأييدها (استجابة لضغوط اسرائيلية واميركية) ما أدى لإعادة التصويت, وكأن ان حاز الأغلبية مرة اخرى، لكن حملة اسرائيل الشرسة المدعومة أميركياً وأوروبياً وخصوصاً فرنسِياً وألمانِيّاً وإيطالِيّاً، آخذة في التصاعد وهناك حملة «موازية» داخل اسرائيل, تدعو الى رد «عملي» على قرار اليونسكو ليس فقط في مواصلة الحفريات تحت الاقصى, كما دعا الى ذلك نتنياهو وحرّض عليه, وانما ايضا في الدعوة الى «فتح» (كل) بوابات جبل البيت (الحرم القدسي الشريف) لدخول كل من يرغب في الصعود (الحج في اليهودية) الى «الجبل» في كل وقت.... سواء للزيارة أو الصلاة.

فماذا هم يا ترى... فاعلون؟

العرب, المسلمون وخصوصاً... سلطة أوسلو؟.

(الرأي2016-10-25)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات