ترامب بين التفاؤل الوهمي بالفوز والتسليم بالهزيمة

تم نشره الخميس 27 تشرين الأوّل / أكتوبر 2016 11:18 صباحاً
ترامب بين التفاؤل الوهمي بالفوز والتسليم بالهزيمة
دونالد ترامب

المدينة نيوز :- مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، تبين مختلف المؤشرات: من استطلاعات الرأي، إلى طبيعة التصويت المبكر في عدد من الولايات، إلى أنماط الإنفاق المالي، إلى تقويم المحللين، إلى وصول شراسة السجال بين المسؤولين في الحملتين إلى مستويات محرجة للغاية، كلها تبين أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون باتت على مقربة من دخول البيت الأبيض، وإن بقيت الأيام القليلة الباقية لا تزال محفوفة بالألغام. وأهم ما تريده كلينتون في هذه الفترة الحساسة، هو تفادي أي خطأ كبير يمكن أن يستغله منافسها الجمهوري دونالد ترامب، وأكثر ما تأمله هو أن لا تكشف وثائق ويكيليكس عن قنابل موقوتة يمكن أن تفجر طريقها إلى البيت الأبيض.
من جهته يواصل ترامب تأرجحه بين التفاؤل المفرط وغير المبني على معطيات موضوعية بأنه متقدم على كلينتون وأن حملته بحالة جيدة، وبين التسليم بأنه سيخسر السباق، وإن ادعى أن هذا الوضع يعود لتآمر أعدائه الكثر ضده، حيث يضع في هذه الخانة إضافة إلى حملة كلينتون، وسائل الإعلام، وحتى قادة الحزب الجمهوري وتحديداً رئيس مجلس النواب بول رايان. ويواصل ترامب في مهرجاناته الحزبية انتقاداته الحادة والعامة "للنظام السياسي" بأنه فاسد ومتآمر ضده وبأنه يسعى إلى سرقة الانتخابات منه ومن أنصاره. وفي الأسابيع الأخيرة بدأ ترامب يرى في أي استطلاع للرأي لا تعجه نتائجه، أو أي مقابلة يواجه فيها أسئلة صعبة، أو أي تعليق من محلل معروف، دليلاً جديداً على وجود هذا الأخطبوط التآمري الضخم الذي يريد منعه من الوصول إلى البيت الأبيض.
عملياً تتصرف كلينتون وكأن انتصارها بات مضموناً، ولكنها تواصل تحذير أنصارها علناً من خطأ التقاعس والتصرف وكأن المعركة قد حسمت، لأنه لا يمكن التكهن بالمطبات والمفاجآت الممكنة، ولأن هناك نسبة وإن صغيرة من الناخبين الذين يعتقد أنها لا تفصح عن تأييدها لترامب في استطلاعات الرأي لأسباب مختلفة من بينها الخجل من الاعتراف بدعم مرشح معروف بإهاناته للمرأة وللأقليات وأسلوبه الفظ, وفقا للعربية نت.
ولكن مراقبة ما تفعله كلينتون يظهر مدى ثقتها بالفوز. وعلى سبيل المثال بدأت كلينتون بإجراء اتصالات هادئة مع بعض قيادات الحزب الجمهوري في الكونغرس في محاولة مبكرة لمد الجسور معهم والتأكيد لهم بأنها تريد التعاون معهم، وتفادي المواجهات المكلفة للحزبين والتي جرت خلال حقبتي الرئيس جورج بوش وباراك أوباما. أيضاً ثقة حملة كلينتون بالفوز، جعلتها تركز أكثر على تمويل حملات بعض أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، في محاولة لخلق زخم ديمقراطي ضخم يحمل معه إضافة إلى كلينتون عدداً كافياً من المرشحين الديمقراطيين لمجلس الشيوخ لاستعادة السيطرة على هذا المجلس، وتقليص الأكثرية في مجلس النواب. ولدى حملة كلينتون في هذا الوقت المتأخر من السباق "ميزانية حرب" تصل قيمتها إلى 150 مليون دولار، أي ضعف ميزانية حملة ترامب، الأمر الذي يعني أنها قادرة على تمويل حملات بعض أعضاء الكونغرس، وخاصة أولئك الذين يخوضون معارك متقاربة ويمكن لأي دعم مالي أن يحسن كثيراً من فرصهم بتحقيق اختراقات مفاجئة. وللمرة الأولى منذ عقود يجد الديمقراطيون أنفسهم في وضع يسمح لهم بالتنافس مع الجمهوريين في ولايات كانت حتى هذه الدورة الانتخابية محسومة سلفاً للحزب الجمهوري ومرشحيه مثل تكساس، ويوتا وأريزونا وجورجيا.
وفي هذا السياق، يسعى الرئيس أوباما الذي يقوم بنشاطات انتخابية مكثفة لحساب كلينتون، إلى تحويل انتصار كلينتون المتوقع إلى تسونامي ديمقراطي لا يبقي البيت الأبيض في أيدي الديمقراطيين فحسب، بل يسمح لهم باستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ، إن لم يكن مجلسي الكونغرس معاً، وإلحاق هزيمة قوية بالجمهوريين لإعطاء كلينتون الفرصة لأن تحكم بفعالية بدعم من كونغرس ديمقراطي. ومن الواضح أن الدعم العملي الذي يعطيه أوباما، والسيدة الأولى ميشيل، التي تعتبر من أكثر الشخصيات الديمقراطية شعبية في البلاد، مصمم لصيانة تركة أوباما والحفاظ على برامجه مثل قانون الرعاية الصحية، وغيرها. ولكن أوباما يريد أيضاً تصفية حساباته القديمة مع ترامب الذي قاد حملة استمرت لسنوات وشككت بشرعية أوباما كرئيس عندما ادعى ترامب أن أوباما لم يولد في أميركا بل في كينيا، الأمر الذي يعني أنه ليس رئيساً شرعياً، كما يريد أوباما أن ينتقم من القيادات الجمهورية التي رفضت التعاون معه منذ دخوله للبيت الأبيض وفعلت ذلك كموقف مبدئي بغض النظر عن طبيعة المشاريع والبرامج التي سعى لإقرارها. وحض أوباما الديمقراطيين قبل أيام على أن يقوموا بكل ما يمكنهم القيام به "لمضاعفة الإقبال على التصويت، ومضاعفة الحماس لضمان رفضنا للسياسات التي يمثلها دونالد ترامب، وأيضاً رفضنا للمناخ السائد داخل الحزب الجمهوري والذي أدى إلى حصول دونالد ترامب على ترشيح حزبه".
وهذه هي المرة الأولى منذ عقود يقوم فيها رئيس بدعم مرشح حزبه لخلافته بمثل الحماس الذي نراه في نشاطات أوباما التي لن تتوقف حتى يوم الانتخابات. وللوهلة الأولى تبدو نشاطات الرئيس أوباما والسيدة الأولى ميشيل، ونشاطات نائب الرئيس جو بايدن، وكأن باراك أوباما يعمل على التجديد لنفسه لولاية ثالثة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات