لماذا قاطع الإخوان وهل سيعودون؟

تم نشره الخميس 19 آب / أغسطس 2010 04:21 صباحاً
لماذا قاطع الإخوان وهل سيعودون؟
ياسر أبوهلالة

شارك الإخوان المسلمون والقوى السياسية جميعا في انتخابات عام 1989، مع أن قانون الانتخابات وقتها كان ينص على حظر ترشيح الحزبيين. إذ لم يكن في البلد حزب واحد مرخص. وهو ما تكرر في العام 1993 على رغم صدور قانون الصوت الواحد. ولم تقدم في المرتين ضمانات لنزاهة الانتخابات غير الوعود التقليدية.

المقاطعة حصلت عام 1997 لأسباب سياسية، وعاد الإخوان إلى الانتخابات عام 2005 من دون ضمانات ومن دون تغيير قانون الانتخابات. اليوم قاطعت الجماعة مع أن قانون الانتخابات ليس أسوأ من سابقه. المسألة مرتبطة بمزاج سياسي عام يحكم البلاد والجماعة جزء منه.

اتخاذ القرار في الجماعة تشارك فيه أعداد كبيرة ويخضع لمؤثرات كثيرة، والقواعد تلعب الدور الحاسم، لأن الحملة الانتخابية جهدا ومالا تقع على كاهلها. ولذا لا يخلو قرارها من مفاجآت، لا انقلابات.

قاطعت الجماعة لأن الجو العام لم يكن مشجعا. حتى قانون الانتخابات -على سوئه- لو سبقه تحضير وحوارات مع القوى السياسية وعلى رأسها الجماعة لحظي بالقبول ولو على مضض.

الحوار مع الإخوان غير مكلف، فهم غير مصابين بجنون العظمة ولا يعتقدون أنهم سيعيدون تشكيل الأردن والمنطقة، وبالوقت نفسه ليسوا انتهازيين يرضون بمقعد وزاري أو خط باص. يمكن التوافق معهم على قضايا عامة. وهي تشكل مؤشرات مشجعة لا تحولات كبرى.

نحتاج إلى التذكير بتاريخ الإخوان. فهم ليسوا قوة ثورية صاخبة نشأت في أوساط الفقراء. المؤسسون هم من البرجوازية الممثلة في تجار عمان والمدن الفلسطينية وموظفيها ونخبها. وأول مؤسسة لهم كانت الكلية العلمية الإسلامية قبل جمعية المركز الإسلامي. أول مراقب عام للجماعة كان التاجر عبداللطيف أبو قورة، الذي جهز بماله كتيبة متطوعي الإخوان في حرب 1948.

لذا، فإن مقاطعة الإخوان لم تكن بنية التحول إلى جماعة ثورية تعمل من خارج النظام. وإنما هي معارضة من الداخل. وكما حصل في عام 1997 لم نشهد انقلابا في خطاب الجماعة أو ممارساتها.

في التقديرات الرسمية وشبه الرسمية، تراوحت مقاعد الإخوان في الانتخابات المقبلة بين 17 في أدناها و25 في أقصاها، ولم يكن ثمة اعتراض على تلك النسبة. بل على العكس سترفع من سوية المجلس وتسهل على أي حكومة التعامل مع مجلس سياسي لا مع حالات فردية يصعب إرضاؤها.

لا تبدو ثمة فرصة للتراجع من طرف الحكومة أو من طرف الإخوان. وهو ما سيفقد الانتخابات كثيرا من زخمها خصوصا في المدن. ومن الآن يفضل العمل لما بعد الانتخابات، فهذه ليست آخر انتخابات تجري وتوجد انتخابات بلدية وطلابية وغيرها، وفي حال إجراء انتخابات نموذجية كما تعد الحكومة، فإن ذلك سيشكل حافزا في المستقبل للمشاركة في أي انتخابات.

ما هو أهم من القرارات الأجواء السياسية. فدرهم ثقة خير من قنطار تشريعات.

الغد


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات