العودة الى الاحتواء المزدوج

تم نشره الجمعة 20 آب / أغسطس 2010 04:20 صباحاً
العودة الى الاحتواء المزدوج
حياة الحويك عطية

لماذا يترافق الانفراج في تشكيل الحكومة العراقية مع امرين اخرين : التطور الطارىء على احتمالات توجيه ضربة عسكرية لايران ، وتصاعد السجال الحاد بين فصائل المقاومة العراقية : البعثيين من جهة والفصائل الاسلامية السبع المجتمعة في مجلس قيادة المقاومة؟

فاذا كان ارتفاع حدة هذا السجال ، حد تبادل البيانات العلنية بين عزة الدوري وجماعته والاخرين ، بصياغة لا تجوز ضمن حركة مقاومة ضد محتل واحد ، هو امر يمكن تفسيره بالصراع المسبق على السلطة مع اقتراب الانسحاب الاميركي . فانه ايضا امر لا يمكن فصله عن نجاحات الاميركي في مسالة الصحوات . وبذلك تتبلور على الساحة اصطفافات سنية - بعثية - شيعية ، لا تخلو من التداخل بعضها ببعض .

غير ان الامر الاكثر الحاحا هو تشكيل الحكومة التي ستؤمن للاميركي امكانية الانسحاب العسكري بهدوء ( نسبي ) ، او على الاقل ، بغطاء سياسي يبدو الانسحاب بدونه مستحيلا ، كما يبدو الفشل ساطعا : فكيف تنسحب قوةعظمى من حرب العصر التي خاضتها بحجة ارساء الديمقراطية ، تاركة البلد بدون حكومة . كما ستؤمن لادارة اوباما استرداد جزء من تكاليف الحرب عبر تنفيذ الاتفاقيات التجارية والاقتصادية بشكل عام .

واذا كانت بوادر الانفراج قد طرات على هذا الصعيد ، خلال الاسبوع الحالي ، فانها قد ترافقت ، من جهة ثانية ببوادر استبعاد الحل العسكري مع طهران رغم كل الضجيج الذي يثار من هنا وهناك .

فهل يكون استبعاد المالكي ، وبوادر الانفراج في تشكيل الحكومة العراقية ، بتسهيلات ايرانية ، ثمنا لاستبعاد ضربة تقع في صميم المصلحة الاسرائيلية ، لكنها لم تعد تشكل مصلحة لواشنطن ؟

في الظاهر تبدو الولايات المتحدة متشددة ، ونسمع جون بولتون ينذر اسرائيل بان امامها ثمانية ايام لضرب مفاعل بوشهر ، وكانه يطلق نفير الحرب ويحث للكيان الصهيوني على الاسراع في شنها . هذا اذا قرانا عبارة"لا اله..."وتوقفنا بعدها . اما اذا اردنا ان نكمل"الا الله" فان المعنى يصبح اخر ، ودلالة القراءة اخرى . فالسفير الاميركي يكمل قائلا بان ضرب المفاعل الايراني يصبح مستحيلا بعد ثمانية ايام ، لانه في هذه الحال سيعرض حياة المدنيين للاذى ويعرض البيئة للتلوث الاشعاعي .

وبالتدقيق يتحول ها الكلام الى انذار لاسرائيل لا لايران ، حيث نقلب الجملة فاذا هي : غير مسموح ضرب ايران بعد ثمانية ايام لان النتائج ستكون غير مقبولة دوليا وانسانيا .

الثمانية ايام ليست مهلة معقولة لاتخاذ قرار الحرب ، الا اذا كان القرار متخذا ، واجراءات التنفيذ متخذة والمهلة هي فقط للتنفيذ . وفي هذه الحال لا تعود التصريحات الصحفية جائزة ، ولا تحديد المواعيد جائزا ، بالمنطق العسكري والسياسي .

هل وصلت الولايات المتحدة الى قرار نهائي باستبعاد خيار الحرب ، وظل عليها ان تفرضه على اسرائيل نتنياهو التي لا تريد شيئا كما تريده ؟ وذلك نتيجة لصفقة ما .

الساحتان المرشحتان للمقايضة الايرانية ، هما لبنان والعراق .

في الاولى لا يبدو ان ايران مستعدة لان تبيع حزب الله وحلفاء المقاومة اللبنانية للولايات المتحدة ، لعدة اسباب استراتيجية لا تقتصر على ايران وحدها.

اما في الثانية ، يصطف الاميركيون في طابور الانسحاب العسكري ، وهو ضرورة لا تستطيع حكومة اوباما التراجع عنها. لكنها ضرورة غير قابلة للتحقيق الا بتحقق ضرورة اخرى ، هي تشكيل حكومة محلية قوية قادرة على ضبط الاوضاع ولو ونسبيا ، وقادرة على التكفل بتنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية . ولذلك ارسلت جيفري فيلتمان الى بغداد ، في الاسبوع الماضي ، في زيارة اعلن عن جانبها الخاص بالاتفاقيات التجارية ، فيما برزت دلالة لا تحتاج الى اعلان ، وهي ان تكليف بطل الازمة اللبنانية 2005 - 2008 ، والمندوب السامي الاميركي في لبنان خلال تلك الفترة ، بالعراق ، يعني قرارا بنقل ساحة تركيز الادارة الاميركية .

اما اسرائيل فقد ارادت التخلص من القوة العربية النظامية التي كانت تشكل لها تهديدا ، وحققت لها ادارة بوش ذلك ، وهي تريد الان التخلص من القوة العربية الوحيدة التي تشكل لها تهديدا غير نظامي ( كوماندوس ) اي حزب الله . لتكتمل بذلك الحلقة ، غير ان ادارة اوباما تبدو غير قادرة على تحقيق ذلك . لان مصلحتها في مكان اخر ، قد يمتد الى صفقة ما مع ايران .

(  الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات