عطش وحرمان

تم نشره السبت 21st آب / أغسطس 2010 05:21 صباحاً
عطش وحرمان
ماهر ابو طير

من عطش جرش وعجلون ، الى عطش الزرقاء ، وانقطاع الكهرباء في كل مكان ، باتت المحافظات وكأنها خارج التغطية الرسمية.

ليتوقف المسؤولون لدينا قليلا امام هموم الناس ، فأين يذهب الناس ، اذا لم يتحرك المسؤولون لاداء واجباتهم ومهماتهم ، من اجل تنفيذها ، وحين تقرأ نداءات الالم من المحافظات في اسبوع واحد ، تعرف ان هناك تقصيرا واهمالا لشؤون المحافظات.

فوق المحافظات تأتي عمان التي يعيش بها ربع فقراء المملكة ، وهي العاصمة التي باتت المياه تنقطع عنها ، والكهرباء ، وشوارعها محفرة ، ومتشققة ، ويعشش بها الفقر والحرمان.

قلة المال والحيلة في كثير من بيوت عمان الشرقية ، اما بيوت عمان الغربية وسياراتها فاغلبها محجوز للمصارف ، ايضا ، فيكون الحال من بعضه ، وان التبس العنوان والمشهد.

هذا وضع بحاجة الى خلية طوارئ ، والى وضع حلول للناس ، فأي حياة هي تلك التي يمكن اقناع الناس بجدواها اذا كان الانسان لايجد ماء الشرب منذ ثلاثة اسابيع ، وتنقطع الكهرباء فوق رأسه.

البنى التحتية تتعرض الى تراجعات هائلة ، وباتت لدينا اليوم موضة جديدة ، تقول ان شكوى الناس ليست مهمة ، وان التعبير عن الهموم هو من ترف الديموقراطية ، فدعوا الناس يبرقون مشتكين غياب الماء والكهرباء.

تبقى المشكلة بلا حل في نهاية المطاف ، لاننا تركنا كثيرا من المؤسسات تترهل.

هذا وضع ليس سهلا.قلة عمل وقلة مال وظروف حياتية تتراجع فتنقطع المياه والكهرباء ، ويشوي التجار وجوه الناس برفع الاسعار ، وتتساقط هموم رمضان والعيد والمدارس ، ويصبح كل انسان بحاجة الى مساعدة مالية ، لتغطية كل هذه الالتزامات ، ويبقى بانتظار فرج الله ، اخر الشهر.

تعب واضح ، جراء هموم الناس ومصاعب حياتهم ، ورسائل المحافظات والعاصمة ايضا ، تتساقط في بريد المسؤولين.

لو جرب بعض المسؤولين لدينا بأخذ اولادهم للنوم ليلة واحدة في بيوت الفقراء والمعدمين التي نعرفها ، ومنها من دخلته في رمضان الحالي في المفرق ومادبا ومخيم السخنة والزرقاء ، لعرفوا عن ماذا نتحدث.

تلك بيوت بلا كهرباء او ماء او مجار او مصروف ، وتلك بيوت يغفو فيها محرومون صغار ، في بيوت بلا سقوف او شبابيك ، وبلا حاضر او مستقبل.

نريد تنظيم ليلة مجانية لكثرة من المسؤولين عبر نقلهم الى هذه البيوت ، واقناع اصحابها بالخروج منها ، من اجل ان يجربوا العيش فيها لاربع وعشرين ساعة ، في ظل ظروفها ، وعندها لابد ان نسمع رأيهم فيما شاهدوه ، وفي عطشهم في رمضان ، وانقطاع الكهرباء ، والعيش من المساعدات ان توفرت.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات