على خارطة السياحة العالمية

قرأت باهتمام نص المقابلة التي أجرتها «العرب اليوم» مع الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي حول قطاع السياحة عالمياً وعربياً وأردنياً. وكان الدكتور الرفاعي كوزير سياحة أردني سابق يستطيع أن يقول أكثر مما قال حول إمكانيات السياحة الأردنية وكيفية تقوية البرامج السياحية المقدمة، والارتقاء بهذا القطاع الحيوي، ولكنه لم يفعل.
أكد الرفاعي العموميات المعروفة جيداً: السياحة جزء من الحل وليست من المشكلة الاقتصادية، السياحة صناعة الخيال، السياحة انتقلت من مجرد قطاع إلى صناعة ضخمة، الشرق الأوسط مركز ثقل اقتصادي وسياحي، الصين ستكون الأولى عالمياً في السياحة.
يقول الرفاعي أن حصة العرب من الدخل السياحي العالمي تبلغ 6%، وهذا حسن، لأن العرب يشكلون 6% من عالم اليوم. وأن الصين تصدّر 40 مليون سائح سنوياً وهو رقم مبهر لولا أنه لا يزيد عن 3% من السكان مقابل 45% من الأردنيين الذين يغادرون البلد سنوياً.
يضيف الدكتور إلى معلوماتنا أن أميركا تحقق أعلى دخل من قطاع السياحة في العالم، علماً بأن الدخل السياحي في الأردن كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي أعلى بكثير من أميركا، أما أن السعودية بلد سياحي من المقام الأول فليس صحيحاً لأن من سماهم الدكتور ستة ملايين سائح يزورن السعودية كل سنة هم الحجاج والمعتمرون والعمالة الوافدة ورجال الأعمال والتجارة.
ما زال هناك الكثير مما يستطيع الدكتور الرفاعي أن يسديه لنا بتقديم نقد بناء لسلوكنا السياحي، وما يمكن عمله في مجالات التسويق وإغراء السائح بالبقاء مدة أطول عن طريق برامج غنية.
خبيرنا الدولي طالب بتكثيف جهود الفعاليات العاملة في القطاع للمحافظة على مستوى الإنجازات التي حققها الأردن سياحياً خلال (السنوات الماضية). فما هي هذه الإنجازات التي يقف طموحنا عند مجرد الحفاظ عليها، وهل السنوات التي يشير إليها هي فترة وجوده على رأس وزارة السياحة!.
إذا صح أن الدخل السياحي العالمي (المقبوضات من السياحة الواردة) يبلغ 1ر1 تريليون دولار، فهذا يدعو للانبهار لولا أنه لا يزيد عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، علماً بان النسبة في الأردن تتجاوز 12%.
حصة الأردن من السياحة بالمقياس النسبي تعادل أضعاف المتوسط العالمي، ولكن إمكانياته أكبر بكثير.
( الراي )