المفرق .. خارج المدار

تم نشره الإثنين 23rd آب / أغسطس 2010 03:26 صباحاً
المفرق .. خارج المدار
ماهر ابوطير

امضيت يوم الاحد في المفرق ، ومن المدينة الى قرى الباعج والزعتري والروضة وام الجمال ، ترى ما لا تصدقه عينك ، وما لا يقبله قلبك.

الفقر ينهش في الاطراف نهشاً ، واذا كانت مساعدات المعونة الوطنية تصل الى اغلب المحتاجين ، بالاضافة الى حملات المؤسسات الخيرية ، فان ما تراه بعينيك يثبت ان القصة لم تعد قصة مساعدات اطفائية للفقر في الاردن ، تزول بزوال المناسبة.

بيوت بحاجة الى ترميم ، وفقراء دخولهم قليلة ، ويتامى مواردهم بسيطة جدا ، وفرص عمل منعدمة ، وبطالة في كل مكانة ، والذين يحدثونك يثبتون لك بالارقام والوثائق ان نسبة الفقر في ازدياد .

النسبة الرسمية لعدد الفقراء قد لا تكون دقيقة ، لانك تضيف اليها ايضا العاملين الذين لا تفيدهم دخولهم اساسا في اي شيء.

موازنة صندوق المعونة الوطنية لا بد من زيادتها ، ولا بد من وضع معايير جديدة للفقر في الاردن ، وللمعونات ، وقصة السقف الاعلى للمعونة يجب ان تعالج وهي البالغة مائة ثمانين ديناراً ، بعيداً عن عقدة الحد الادنى في الاجور في المملكة ، وبعيداً ايضا عن قصة رواتب موظفي الحكومة والتنمية الاجتماعية.

على الحكومة ان تبحث عن وسائل لتطوير الدعم الاجتماعي واشكاله ، ومستواه ، واذا ارادوا رفع الدعم عن كل شيء ، فعليهم ان لا يقتربوا من موازنتي الصحة والتنمية الاجتماعية. عليهم بالعكس زيادة هذه الموازنات باي طريقة كانت ، بدلا من المعلومات المتسربة حول توجهات لخفض هذه الموازنات.

حين تدخل بيت ايتام في المفرق وبيتهم يكاد يتهدم على رؤوسهم ، وسقفه يتساقط ، وتدخل بيتاً اخر لايتام بحاجة الى ترميم واكمال ، وتذهب الى غرف اخرى يعيش فيها فرد واحد حياة وكأنها عقوبة وانتقام ، فان الكآبة تسطو على وجهك وقلبك معا.

رابع تزوره فتجد حمام منزله في ذات مطبخه ، فتعرف ان الدنيا ليست بخير ، وان كل العناوين الجميلة محض هراء وافتراء على رؤوسنا.

على العكس من ذلك جاءت الجهات الرسمية واكتشفت ان عائلات تحصل على مائة وخمسين ديناراً من التنمية الاجتماعية ، وفي ذات الوقت تحصل على خمسين دينارا من جمعية المركز الاسلامي الخيرية ، فقررت خفض المبلغ ، بخصم خمسين دينارا من مساعدة المعونة الوطنية ، وتعويضها بتلك التي تدفعها جمعية المركز الاسلامي الخيرية.

معنى الكلام ان المتبرع هنا للجمعية بات يدفع للفقير واليتيم نيابة عن الحكومة. بدلا من تعزيز عائلة الايتام او المساكين ، بات يدفع نيابة عن الحكومة والفقير والمحتاج هو الخسران ، لان معونته الاجمالية تنخفض.

المفرق وقراها وباديتها حتى الصفاوي بحاجة الى وقفة تأمل ، فحتى قصة ارتفاع اسعار الاراضي ، مرت مرور الريح.عادت وانخفضت. لان شيئا لم يحدث على ارض الواقع.

المفرق القريبة من عمان تعيش حالة سيئة للغاية ، وهي حالة بتنا نراها للاسف الشديد في كل مكان ، من "الدرة" الى "الطرة" وما بينهما من مدن وقرى وبوادي ومخيمات.

.. وكأنها ، اي المفرق ، خارج المدار.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات