ردود فعل الفلسطينيين على خطاب عباس: خلط بين المناصب وتكريس للوضع السيئ

المدينة نيوز:- اختلفت ردود الأفعال الفلسطينية على خطاب الرئيس محمود عباس في مؤتمر حركة فتح السابع المنعقد في رام الله، والذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، ففيما رأى البعض أن عباس خلط ما بين كونه رئيساً للسلطة، ورئيساً لحركة فتح، وجد آخرون أن الخطاب يكرس الوضع السيئ بدون خيارات وبدائل.
وكتب الصحافي، عبد الحفيظ جعوان، على صفحته في فيسبوك:أمضيت ثلاث ساعات على خشبة الصحافيين في قاعة أحمد الشقيري استمع لخطاب الرئيس، ولفت انتباهي أمران، الأول أن الرئيس أذاب كل الحدود بين فتح كتنظيم وبين السلطة الفلسطينية وحكومتها وحتى منظمة التحرير، وخصوصا عند الحديث عن الإنجازات والسفراء والأمن والقانون. كلها ظهرت كإنجازات لفتح كما الإخفاقات أيضاً.
وأضاف:أما الأمر اللافت الآخر، ان الرئيس يتمتع بفطنة وتركيز وذاكرة، تفوق 90 % من أعضاء المؤتمر الذين يطرحون أنفسهم كوجوه شابة وجديدة.
أما الصحافي خالد سليم، فعلّق على الخطاب، على صفحته، قائلاً:كان الراحل أبو عمار مفرطًا في الأحلام والغيبيات، فيما بدا الرئيس أبو مازن مفرطًا في واقعيته. على أن الرئيس ركز في أكثر من ثلثي خطابه ربما، على الرموز. لقد انشغل بها كثيراً على حساب الواقع. وتابع:كان رفع العلم الفلسطيني على مدخل الأمم المتحدة حاضراً أكثر من الاستيطان. كان مسمى الدولة أوضح من الجدار. كانت السفارات والانضمام للمؤسسات الدولية، ولو شكليًّا، أبرز من المصالحة والمفاوضات». واعتبر أن «هناك احتفاء ضخما بالرموز، إعلاء للشكل على حساب المضمون. أما الثلث الأخير، فكان خطاب دولة، وليس حركة. وحسب سليم، فقد غابت في خطاب الرئيس الحدود بين المناصب، فبدا خطاباً لرئيس دولة فلسطين، أكثر منه لقائد حركة فتح. وكان المزاح أعلى من قدرة البث المباشر على احتماله، وكان ليكون مقبولاً في الغرف المغلقة. من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي، هاني المصري،أن خطاب الرئيس عباس هو خطاب بقاء الوضع السيئ على ما هو عليه، وفقدان الخيارات والبدائل، وتضخيم الإنجازات وتجاهل الإخفاقات.
أما الصحافية نداء يونس، فقالت إن خطاب الساعات الثلاث للرئيس عباس كل واحد يرى فيه ما يخدم الفكرة التي يريد إيصالها عن الرجل، أو ما يدعم الصورة التي لديه عنه. في المحصلة ربما يكون قد أصاب الرئيس في بعض الملفات وربما يكون قد أخطأ في غيرها ولكن من لديه ما قد يغير الواقع القائم، ومن يملك الحل السحري للمشاكل القائمة، دون الانتقاد لغرض الانتقاد فقط، فليأتنا به.
إلى ذلك، تساءلت الصحافية ربى عنبتاوي على سبيل السخرية مما يجري على مواقع التواصل بالقول: لماذا الناس تشكي دائماً، دولتنا فيها كل مقومات الدول المتحضرة. لدينا زراعة واقتصاد وصناعة وعلم وفن وسفارات وجامعات وبحر ميت وهيئة مكافحة فساد. الله يهديكم وتتوقفوا عن الشكوى
المصدر: (القدس العربي)