المدينة نيوز :- تفادى يوفنتوس مفاجآت أتالانتا وصالح جماهيره الوفية بتحقيق الفوز على ضيفه في يوفنتوس استاديوم بثلاثة أهداف مقابل هدف جاء الأول والثاني منها في الشوط الأول بقدم أليكس ساندرو ورأس دانييلي روجاني فيما أضاف ماريو ماندجوكيتش الثالث في الفترة الثانية وسجل ريمي فرويلر هدف الضيوف الوحيد، ليُوسع يوفنتوس الفارق مع مطارديه في صدارة السيري آ إلى 7 نقاط قبل مباراتي ميلان أمام كروتوني وروما أمام لاتسيو غدًا الأحد، فيما توقف السجل الذهبي لأتالانتا بعدما تلقى خسارته الأولى بعد 9 مباريات متتالية دون خسارة.
والآن مع تحليل أداء الفريقين ..
يوفنتوس | ماندجوكيتش: وزن هيجواين ليس مجرد رقم
|
|
![]() |
■ كلمتا سر منحتا يوفنتوس كل التفوق الليلة على أتالانتا الذي بدوره لم يدخل المباراة سوى بعد مرور نصف ساعة: القيادة من الأمام والصلابة في الخلف .. نبدأ بالقيادة في خط المقدمة والتي تجسدت في الهداف الكرواتي ماريو مادجوكيتش، وهو ربما أفضل لاعب في الدوري الإيطالي خلال الأسابيع الماضية. بفضل تحركاته الدؤوبة خارج المنطقة على غير المعتاد أو انقضاضه على الكرة سواء كانت تمريرة من زميل أو بحوزة المنافس للضغط عليه وقطعها منه، كان لاعب أتلتيكو مدريد الأسبق قائدًا حقيقيًا حفز فريقه على توجيه الكرات له مستغلًا رقابة الدفاع لجونزالو هيجواين.
■ أما على صعيد الصلابة في الخلف، وبينما ساهم فيها رجل المباراة ماندجوكيتش بقوة بأدوار دفاعية غير متوقعة منه أدت لإنقاذ فريقه من هدف بدا محققًا لأتالانتا على مرتين، فقد أدى وجود ستيفانو ستورارو بدعم من سامي خضيرة للسيطرة على ياسمين كورتيتش وريمو فرويلر، فيما وقع فرانك كيسييه الذي حصل على تعليمات واضحة للعب دور حر لتعويض غياب روبيرتو جاليارديني في فخ العشوائية وبالتالي تمكن كلاوديو ماركيزيو - الذي قدم دورًا دفاعيًا جيدًا للغاية - وميراليم بيانيتش من مهاجمة دفاع أتالانتا بغزارة.
■ ذلك التفوق الدفاعي في وسط في تشكيل 4-3-1-2 مع التزام الأظهرة بأدوار واضحة عبر تقدم أليكس ساندرو من اليسار لاستغلال عشوائية كيسييه وثبات ستيفان ليختشتاينر لتضييق الخناق على الساحر أليخاندرو جوميز والجناح الدفاعي المميز أليساندرو سبيناتزولا أراح كثيرًا ثنائي قلب الدفاع جورجيو كيليني ودانييلي روجاني الذي بدوره كان يتقدم تقدمًا مدروسًا في بعض الأحيان لدعم الهجوم.
■ بالنسبة لدور ماركيزيو بالتحديد، فأنا أرى في القائد الثاني ليوفنتوس واحدًا من أفضل 10 لاعبي وسط في أوروبا إن لم يكن من بين أفضل 3 في مركزه .. اليوم ظهر بكل وضوح الفارق الهائل بينه وبين هيرنانيس دفاعًا وهجومًا: الأول كان ضعيفًا للغاية دفاعيًا وساهم بطء حركته وبطء اتخاذه للقرار في عرقلة أداء الوسط بشكل عام في الكثير من المباريات، بينما أظهر ماركيزيو دهاء كبيرًا في القيام بعمل دفاعي دون بذل ذلك الجهد الهائل إضافة لذكاء أكبر في اختيار جبهات الهجوم ودعم الثنائي ميراليم بيانيتش وأليكس ساندرو خاصة عبر الجبهة اليُسرى.
■ كافة تغييرات المدرب ماسيميليانو أليجري كانت مقبولة، فضرورة إراحة سامي خضيرة كانت مطلوبة نظرًا لخوضه الكثير من المباريات مؤخرًا، وكان لا بد من مشاركة لاعب حيوي كماريو ليمينا لمواصلة الضغط على أتالانتا وتقليل الجهد البدني المطلوب من ماركيزيو وبيانيتش، مع ضرورة بقائهما على أرض الملعب أطول مدة ممكنة لعدم خسارة معركة الوسط وانقلاب النتيجة. خروج ماندجوكيتش وبيانيتش ودخول خوان كوادرادو وباتريس إيفرا كانا طبيعيين كذلك.
■ ما لم يكن طبيعيًا اليوم في تشكيل يوفنتوس هو جونزالو هيجواين .. إمكانياته وجودته تسمحان له بلعب دور المهاجم الثاني على عكس إمكانيات وجودة ماندجوكيتش، لكن العكس تمامًا هو ما يحدث مؤخرًا ومع الوقت يبدو وكأن هيجواين يستسلم لرقابة المدافعين أكثر مما يشغلهم بمركزه لصالح لاعبين آخرين .. وبالنسبة لتذمره من كثرة الشكاوي من وزنه الزائد، فمباراة اليوم كانت من بين المباريات التي أثبتت أن وزنه ليس مجرد رقم لا قيمة له، بل حمل كبير يؤثر على أدائه وتحركاته وأسبقيته على المدافعين. وفي المقابل، كان ماندجوكيتش بخفته وعزيمته هو من يقوم بما كان منتظرًا من إل بيبيتا، فمتى نرى الأرجنتيني مثل الكرواتي؟
أتالانتا | معركة خاسرة في الوسط دمرت الضيوف
|
|
![]() |
■ خسر أتالانتا كل شيء في اللقاء بفضل أداء مخيب للغاية من عناصر الوسط .. ذلك المكان كان صاحب الفضل الأكبر في تفوق الأوروبيتشي على المنافسين خلال المباريات الماضية، لكن أمام فريق يملك عناصر كالتي يمتلكها اليوفي، وخاصة في ظل غياب المبدع في صناعة اللعب جاليارديني، لم يُجِد كيسييه القيام بدوره الحر المعتاد والذي زاد عليه مسؤولية صناعة اللعب، فوقع في فخ العشوائية وكان ربما أسوأ لاعب على أرض الملعب وأوقع فريقه في مشاكل هائلة تمثلت أهمها في انكشاف الجبهة اليُمنى التي بدأ فيها والتي تركها للتحرك في كل مكان سواء كلاعب وسط أيسر أو أحيانًا حتى كجناح أيسر!
■ الفشل في صناعة اللعب لم يقتصر على كيسييه فقط بل كذلك أليخاندرو جوميز ومن خلفه كورتيتش وسبيناتزولا، والأمر عائد للمدرب جيان بييرو جاسبيريني الذي كان عليه أن يكون واضحًا ومباشرًا وغير مغامرًا أكثر في الظرف الراهن لفريقه. كان ينبغي عليه أن يبقي صناعة اللعب مع جوميز وكورتيتش مع دعم من الجناح سبيناتزولا وليس أن يجعل من جوميز مهاجمًا ثانيًا مقيدًا من دفاع البيانكونيري. كان عليه أن يلعب بخطة 3-4-2-1 وليس 3-4-1-2 لمنح الثقل لوسط فريقه أمام وسط يوفنتوس وكذلك لإبعاد جوميز عن سطوة مدافعي البيانكونيري وخاصة ستيفان ليختشتاينر.
■ ذلك أدى في النهاية لحصار أندريا بيتانيا ومن بعده البديل أليكساندر بيشيتش وكشف فجوات هائلة بين وسط ودفاع أتالانتا وكذلك عن يمين الفريق، ولم يفلح ألبيرتو جراسي في تقديم أي إضافة تذكر عوضًا عن الجناح الأيمن أندريا كونتي في ظل استمرار أتالانتا بنفس النهج."جول"