علاقتي مع الوزير "شاشتين بسروال"

الوزراء الذين يتواصلون مع غيرهم الكترونياً من خلال صفحاتهم الخاصة على "التويتر" أو "الفيس بوك" يضطرون إلى إتقان صنفين من العلاقات مع الناس. هناك أولاً علاقة "سْبور" تتم بأريحية على الشاشة حيث تتميز المخاطبات بالنعومة حتى لو تضمنت كلاماً قاسياً, ذلك أنه حتى الشتيمة عبر الشاشة, سوف تمر أولاً من خلال "تكتكة" الأصابع على لوحة المفاتيح وهو ما يخفف قسوتها ويضفي عليها قدراً من "النغاشة".
الصنف الثاني من العلاقات التي ينبغي على هذا الفريق من الوزراء أن يتقنوها يتضمن العلاقات العادية اليدوية "المانيوال" أي تلك التي تجري في المكتب أو في الميدان مع الموظفين أو المواطنين.
سوف تحصل بعض الالتباسات, فالمواطن الذي يتواصل مع الوزير من خلال الشاشة سوف يعتقد أنه أصبح متمتعاً بعلاقة من صنف "شاشتين بسروال" مع هذا الوزير. لقد نشأت بين الطرفين علاقة قرابة الكترونية جديدة تنتمي إلى عصر المعلومات, إنهما الآن "يردّان إلى تويتر واحد", وفي أغلب الحالات هما أولاد انترنت "اللّزَمْ".
المفاجأة تكون أثناء العمل في اليوم التالي حيث يعود الوزير إلى الصيغة اليدوية من العلاقات مع الناس. هنا لوحة المفاتيح لا تصلح لإدارة العمل, يحاول الوزير ممارسة قدر من "التكتكة" لكن الأمور لا تستقيم, وعادة ما يجد نفسه مضطراً إلى سحب "شاشته" من "السروال" المشترك.
( العرب اليوم )