ماذا تقول أرقام الموازنة؟

تم نشره الإثنين 05 كانون الأوّل / ديسمبر 2016 12:43 صباحاً
ماذا تقول أرقام الموازنة؟
فهد الفانك
فهد الفانك

 مقارنةأرقام الموازنة العامة للسنة القادمة 2017 مع إعادة تقدير الإيرادات والنفقات الفعلية لسنة 2016 ، تكشف عن أهم ملامح واتجاهات الموازنة الجديدة.

يقول مشروع الموازنة إن الإيرادات المحلية للخزينة سوف ترتفع بنسبة 16% ، الامر الذي حفز كثيرين للاعتقاد بأن هناك مبالغة في توقعات الإيرادات المحلية يصعب على الحكومة تحقيقها. وتقول وزارة المالية أن هذه الزيادة ليست عشوائية ، بل محسوبة على ضوء الإجراءات والتشريعات المقررة لزيادة الإيرادات. 

ويقول مشروع الموازنة أن المنح الخارجية سوف تنخفض بنسبة 13%. أما أن المنح سوف تنخفض في العام القادم ، فهذه حقيقة لا خلاف عليها ، ولكن كثيرين يخشون أن يكون الانخفاض أكبر من هذا التقدير ، ويشيرون بشكل خاص إلى احتمالات تراجع وربما انقطاع بعض المنح المنتظرة من الدول الخليجية.

ويقول مشروع الموازنة أن النفقات الجارية سوف ترتفع بنسبة 6ر6% ، وهي نسبة عالية في ظل سياسة التقشف وضبط النفقات وتخفيض العجز. كما أن هذه النسبة تفوق النمو المنتظر في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية الذي قدرته الحكومة بحوالي 7ر5% نتيجة نمو حقيقي بنسبة 3ر3% وتضخم أساسي (مخفـّض) بنسبة 4ر2% مما يقع في باب التمنيات.

ويقول مشروع الموازنة ان النفقات الرأسمالية سوف ترتفع بنسبة 8ر12% ، مما يشير إلى سياسة توسعية هدفها المرغوب فيه تحفيز النمو ، ولكن معظم هذه النفقات يعتمد على تمويل خارجي ليس من المؤكد أنه سيتحقق مما قد يدفع الحكومة إما لتأجيل بعض المشاريع أو اقتراض مبالغ تزيد عما هو مقرر ، مما يعرقل سياسة تخفيض المديونية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.

لو تحققت أرقام مشروع الموازنة في مجال الإيرادات والنفقات ، فإن الوضع سيكون مريحاً ، إذ ترتفع الإيرادات الكلية بمقدار 891 مليون دينار أو 3ر12% ، في حين لا ترتفع النفقات الكلية إلا في حدود 5ر621 مليون دينار أو بنسبة 5ر7% ، الامر الذي يسمح بتخفيض عجز الموازنة بمقدار الربع ليهبط إلى 4ر827 مليون دينار أو حوالي 3% من الناتج المحلي الإجمالي ، مما ينسجم مع متطلبات برنامج صندوق النقد الدولي.

في هذه الحالة تكون نسبة الاكتفاء الذاتي بمقياس تغطية النفقات الجارية من الإيرادات المحلية قد تحسنت من 5ر88% إلى 2ر96% ، وهو تحسن كبير في هذه السنة الصعبة ، ومع ذلك ستظل الموازنة في حالة عجز عن تحقيق الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي مالياً.

الرأي2016-12-05



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات