معادلة الإنفاق والتحفيز

تم نشره الخميس 26 آب / أغسطس 2010 05:03 صباحاً
معادلة الإنفاق والتحفيز
د. فهد الفانك
عندما يكون على الحكومة المركزية ديون تزيد قيمتها عن عشرة مليارات من الدنانير، تعادل 60% من الناتج المحلي الإجمالي. وعندما يكون العجز المالي في الموازنة، المطلوب تخفيضه، لا يقل عن 1ر1 مليار دينار، فإن حديث التحفيز الاقتصادي عن طريق زيادة الإنفاق العام يصبح مجرد لغو إن لم يكن لعباً بالنار.

لماذا يكون التحفيز مطلوباً من الموازنة العاجزة مع أن هناك وسائل بديلة أخرى. وما قيمة النمو الممول بالدين، وماذا عن التحفيز السلبي عندما يصبح على الحكومة أن تفرض المزيد من الضرائب لتسديد ديون التحفيز، وما الفرق بين التحفيز عن طريق الإنفاق والتحفيز عن طريق تخفيض ضريبة الدخل.

النمو الذي يتحقق نتيجة زيادة إنفاق الحكومة نمو مصطنع ومؤقت ومهدد بالانتكاس، يكفي النظر إلى حزمة الحوافز بمئات المليارات التي صبتها الحكومة الأميركية في الاقتصاد الأميركي عام 2008/2009 دون أن يتحقق النمو المنشود، وكيف أن النمو في الاقتصاد الأميركي أخذ يتباطأ عندما توقف الحقن المصطنع للمال على حساب تضخم الدين العام.

النمو الحقيقي يجب أن يحصل في الزراعة والصناعة والسياحة والتعدين والاستشفاء والتعليم العالي، وكل هـذا لا ينتظر المزيد من الإنفاق الحكومي، ولا يستفيد منه إذا حصل، فهو نتيجة لنشاط واستثمار القطاع الخاص.

ثم من قال أن إنفاق الحكومة أكثر من خمسة مليارات من الدنانير تعادل ثلث الناتج المحلي الإجمالي هذه السنة ليس كافياً لتحفيز النمو فيطالب بالمزيد لخلق نمو كاذب.

وضع الإنفاق العام والنمو الاقتصادي في معادلة واحدة خطأ فادح، فالعجز في الموازنة وارتفاع المديونية ليس ثمناً مقبولاً لزيادة النمو من 4ر3% إلى 4%. وعلى العكس من ذلك فإن تخفيض العجز وضبط المديونية يوفر المناخ الملائم للاستثمار الآمن وبالتالي النمو الحقيقي المستدام.

من الغريب أن بعض المحللين ما زال يتحدث عن نمو في الربع الأول من هذه السنة يعادل 2% مع أن القطاعات الاقتصادية حققت نمواً بأسعار الأساس بنسبة 5ر3%، مما يعني أن تخفيض تقديرات الحكومة للنمو المنتظر في هذه السنة لم يكن له مبرر.


الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات