أوضاعنا الصعبة ليست قدرا

تم نشره الجمعة 27 آب / أغسطس 2010 04:27 مساءً
أوضاعنا الصعبة ليست قدرا
ماهر ابو طير

الاردن بلد مدين وفقير ، قليل الموارد ، كلام سمعناه ونسمعه ، طوال سنين ، وقد صدّقنا القصة حتى بتنا نعيدها صباح مساء.

ستة ملايين مواطن من حقهم ان يعيشوا حياة طيبة ، تفوق هذه الحياة ، بكل مافي الكلمة من معنى ، دون اي مبالغات ، لان البلد ليس فقيراً ، وليس معدماً ، حتى لو اعيدت هذه النغمة على رؤوسنا ليل نهار.

تعالوا نتأمل خمسة ملفات.ولكل ملف تفاصيله العميقة ، التي تثبت ان سوء الادارة من جهة ، وعدم التخطيط ، والتهاون ، من جهة اخرى ، هي وراء الحالة التي وصلنا اليها هذه الايام.

الاول:ملف ثروات البلد المخزنة والمتروكة والمهملة من صخر زيتي ومياه وفوسفات وبوتاس وملح ويورانيوم ونحاس ، ونفط تتناقض الروايات حول وجوده ، وهي ثروات كفيلة بالانفاق على الاردن واهله طوال عمرهم وتشغيل الناس ، وانعاش البلد.

ثروات متروكة ، وغير مستثمرة ، ولم تجد تخطيطاً ، ورعاية طوال عقود حتى وصلنا الى المرحلة التي لا..نحن قادرين على استخراجها ، ولا..نحن قادرين على الاستفادة منها.

ثروات بعشرات مليارات الدولارات مُجّمدة تحت الارض،،.

الثاني:ملف الشركات العامة التي تمت خصخصتها في قطاعات كثيرة من المعادن الى غيرها وغير ذلك من شركات ، كانت مدينة وخاسرة وبيعت بمبالغ مالية قليلة جداً وفقا لقيمتها الحقيقية ، واذا بها بعد البيع تربح مئات ملايين الدولارات ، وهذا على مستوى شركة واحدة .

في الاجمالي تتجاوز ارباح هذه الشركات اليوم مليارات الدولارات ، فلماذا تمت خصخصتها ، ولماذا فقدناها ، ولماذا بعناها بأرقام قليلة ، واذا بها تتحول الى "غيلان" في السوق تربح ارباحا فلكية بقدرة قادر.

لو أديرت جيداً ، لما خسرناها ولما خسرنا ارباحها ، باعتبارها مالا وطنياً وليس مجرد مشروع متعثر.

الثالث:ملف السياحة والاثار والزراعة ، وهي قطاعات تم تركها لتتهاوى يوما بعد يوم ، فخسرنا كل الاراضي الزراعية ، وباتت الزراعة مهلكة لكل من يدخل عليها ، ولاتنتج الارض الزراعية في المملكة الا اقل القليل من قدرتها ، ومعها الاثار والسياحة التي تدر دخلا محدودا.

لو حظيت هذه القطاعات بعمل محترم ودؤوب طوال عقود لكانت اهم مصادر الدخل بدلا من هذه الحالة ، التي لاتسر عدواً ولا صديقا.

الرابع:ملف الفساد حيث على السطح أغنياء جدد ، من جامعي الملايين والمليارات بطرق غير مفهومة ، فلا هم ابناء عائلات ثرية تاريخياً ، ولاهم من المغتربين ، ولاتعرف كيف أُثْروا وماهي الصدفة التي قادتهم للثراء.

لو كانت هناك قوانين حقيقية لمحاربة الفساد كقانون من اين لك هذا الموؤود ، لعادت الى الناس ملايين الملايين من حقوقهم المسلوبة بطرق مختلفة.

هذه طبقة تسمن وتريد تحويل البلد الى طبقتين الفراعنة والعمال ، ولااحد يسألها عن مصدر مالها ، ولا عن وجاهتها المفتعلة.

الخامس:ملف العاملين في الخارج وعشرات المليارات التي تم تحويلها للبلد ، عبر عقود وهي التي اسهمت بتأسيس البنى التحتية ، ورفع اسعار الاراضي والبيوت والعقارات والتنمية.

هي مليارات لم تُدَر جيداً ، ولو من باب تحسين الظروف امام المغتربين لتوجيه اموالهم الى المكان الصحيح ، واليوم لم يعد المغترب كما في سابق الايام.بات همه ينحصر فقط في الانفاق على عائلته في مغتربه ، ومساعدة اهله في الاردن.

خمسة ملفات تثبت ان الفقر في البلد ليس قضاء وقدرا ، وان الوضع الاقتصادي ليس عقوبة لابد منها ، وان النتيجة الصعبة التي نواجهها اليوم من فعل ايدي حكوماتنا المتعاقبة.

الحكومات المتعاقبة اوصلت الناس الى هذه الظروف الصعبة جداً ، حتى بات بعضنا يصدق ان البلد فقير ، وان لاامكانات بدلا من قراءة المشهد بطريقة صحيحة وعميقة.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات