معارضة عاجزة.. حكومة عاجزة!

لم يعترض أحد في كوبا على «توريث» رئاسة الدولة من فيديل الى راؤول كاسترو!! ولم يحتج احد في سوريا على توريث الاسد للأسد.. ولم تخرج المظاهرات في واشنطن ضد رئاسة جورج بوش ابن جورج بوش. لكن المعارضة المصرية جعلت من منع «التوريث» شعارها الدائم منذ عشر سنوات فيما تواجه مصر صعوبات اقتصادية ومعاشية ليس من السهل حلها بأحضار البرادعي من العاصمة النمساوية الى القاهرة وتنصيبه رئيساً, أو العودة الى مرشد الاخوان.. وهو ليس مرشحاً!!
كان المحلل الاوروبي الذكي يقول: لا توجد معارضة عاجزة.. توجد حكومة عاجزة. وحتى لا نبقى ندور في لعبة الكراسي الموسيقية تبرز لدينا ازمة اقدم ديمقراطية على وجه الارض.. ازمة بريطانيا, حين قرر العمالي (الاشتراكي) توني بلير شن الحرب على العراق!! وقتها خرج مليون بريطاني في اكبر تظاهرة تدعو رئيس الوزراء الى عدم الاشتراك في الحرب. لكن بلير لم يهتم, طالما أن المحافظين في المعارضة أخذوا موقع المتفرج الذي رفض المعارضة.. رفض القيام بدوره, واستحضر الائتلاف الذي رئسه تشيرشل في الحرب الثانية, دون المشاركة في الحكومة!!
الان تقوم لجنة بالتحقيق في خلفيات قرار بلير بشن الحرب على العراق, ويشعر المواطن البريطاني أنه خدع, وان حكومته اتخذت قراراً خاطئاً. وان المعارضة كانت اسوأ من الحكومة لأنها لم تقم بدورها.. لم تعارض!!
هنا في الاردن يتحدث الزملاء في الصحافة عن تأزم داخلي. والحقيقة ان التازم الوحيد ليس في الاقتصاد او عجز الموازنة او انتشار البطالة.. وانما في عجز المعارضة عن القيام بدورها..
الراي