هل تتجدد الأزمة العالمية؟

هل أميركا والعالـم على أبواب نكسـة اقتصادية أخرى متجـددة أم أن هناك تفسيراً لما حـدث في الربع الثاني يدل على أنه هبـوط عابر ولا يمثل اتجاهاً مستمراً؟.انطلقت شـرارة الأزمة المالية والاقتصادية في أميركا قبل سـنتين حيث تم رش مليارات الدولارات لإطفاء الحريق. وبسرعة بدأ نوع من الانتعاش الاقتصادي في الربع الأول من هذه السنة وبلغ النمو في الناتج المحلي الإجمالي 7ر3% ، وهي نسبة عالية تبشر بانطلاقه اقتصادية جـديدة.
لكن أرقام الربع الثاني جاءت بنكسة تنذر بعودة التباطؤ الاقتصادي ، فقد انخفض معـدل النمو إلى 4ر2% مما أثار قدراً من التشاؤم ، تلا ذلك مراجعة النمو وتعديل النسبة إلى 6ر1% ، أي أن التباطـؤ كان أسوأ مما كان معتقداً.
السبب الرئيسي في هبوط معدل النمو الأميركي في الربع الثاني هو ارتفاع حجم المستوردات والعجـز التجاري مما خفض النمـو بأكثر من ثلاث نقاط مئوية ، ولولا ذلك لكان معـدل النمو في الربع الثاني في حدود 6ر4% ، مما يؤكد أن الانتعاش الاقتصادي يمثل اتجاهاً حقيقيـاً ، علماً بأن ارتفاع المستوردات يدل على نشـاط الطلب الاستهلاكي بسبب ارتفاع منسوب الثقة العامة.
ما يحـدث في أميركا التي تمثل ربع اقتصاد العالم ، يؤثر على الاقتصاد العالمي كله ، ومن هنا الاهتمام بما يحدث في أميركا اليوم ، لأنه سيحدث في العالم غداً.
في هـذا المناخ خرج حاكم البنك المركزي الأميركي بخطاب مهم أكد فيه أنه يملك أدوات تنشيط النمو الاقتصادي ، وأنه سـوف يستعمل تلك الأدوات إذا دعت الحاجة لذلك.
هـذا القول لا يرتب أي التزام محـدد على عاتق البنك المركزي الأميركي ، ومع ذلك كان كافياً لكي يقلب المزاج العام فينعكس الهبوط في أسـعار الأسهم الأميركية إلى ارتفاع حـاد.
في معظم البلدان تم الإعلان عن نسـب النمو الاقتصادي في الربع الثاني من السنة ، أما في الأردن فما زلنا بانتظار الإعلان عن التقديرات الأولية للربع الثاني ، التي لن تصدر قبل 20 أيلول ، عندما يكون الربع الثالث قد أوشك على الانتهاء.
وبالرغم من التوقعات المتشائمة لصندوق النقد الدولي ووزارة المالية ، فالأرجح أن تكون نسبة النمو عالية.
(الراي)