فقدان الرغبة

تم نشره الإثنين 02nd كانون الثّاني / يناير 2017 08:37 مساءً
فقدان الرغبة
هادي جلو مرعي

لم تعد من رغبة فعوامل تحقق السعادة ماعادت تجد بيئة صالحة هنا. نحن نتعذب مثل العبيد والأرقاء حين يتحملون ألوان التنكيل والإهانات، وعليهم أن يعملوا بصمت ليجدوا بعض الطعام، وقليلا من الراحة، ومزيدا من الخوف والقلق والترقب، فهم ملزمون بالعمل طوال النهار وبعض الليل دون أن يكون بمقدورهم الشعور بالتعب، أو طلب الراحة من سيدهم المطاع في الحقل، أو في المزرعة الكبيرة، أو في المصنع الكبير، ولابد من زيادة الإنتاج ليمتلأ جيب سيدهم الأبيض، بينما ليس مهما أن يجوعوا، أو يتعبوا لأن صوتهم غير مسموع.

نحن مثلهم تماما في بلادنا، لكننا يمكن أن نشبع من الطعام، ويمكن أن نرتو من الماء ومشروبات متاحة، المشكلة التي تطاردنا إننا أصبحنا مثل خروف مربوط بحبل ويقدم له صاحبه الطعام والشرب فيشبع وقبل أن يبدأ بإجترار مادفعه الى معدته يطلق صاحبه ذئبا صغيرا ليس له أنياب حادة يظل يدور حول الخروف فيرهبه ويجعله يفقد الرغبة في الطعام، ولايعود ماأدخله في بطنه مفيدا، فهو يرتجف فزعا، ويكاد يموت، وربما تحسس أنه سيكون بعد برهة في بطن الذئب.

في بلادنا يطاردنا القلق من الغد، ونتحسس أن خطرا ما يحيط بنا مثل شبح يخط طريقه في الأثير ويقفز من فوقنا ويعلو رؤوسنا ولانراه لكننا نشعر به، نحن نعلم جيدا ماهي المخاطر لكننا لانستطيع مواجهتها، فهي ليست بصورة واحدة، بل تتعدد وتزدادا وتملؤنا رهبة، نحن نخاف من بعضنا، نخاف من السلطويين، ومن اللصوص وقطاع الطرق والمتسيدين الجدد، ومن يستقوي علينا بمجموعة مسلحة، أو بجماعة تخيف ولاتبالي ولاتشعر بالحرج من إذلال الناس والتنكيل بهم والحط من قدرهم وتذيقهم أصناف المرارات وتطلب منهم ملايقدرون على تحمله وتحولهم الى عبيد غير مختارين.

لانتمكن من الخلاص وتظل قيودهم تكبل مابقي لنا من قوة وصمود في مواجهة تحد لانقوى عليه، ونحن متسمرون في أماكننا ننتظر مايقرره الأسياد، وننفذ مايأمرون به بصمت، لانعلق لأن التعليق ليس من شأننا، وألسنتنا مجرد آلات معطلة، يمكننا أن نهذي ببعض الأحاديث، أن نثرثر قليلا لكن بهدوء مثل أحاديث ربات البيوت.

نحن بلاحضور، ولاتأثير، ولانزعة الى التمرد والعمل من أجل التغيير. نشتم من لانخشاه، ونتوسل بمن يخيفنا بهراوة، أو بندقية، أو من شخص ما على ناصية الشارع يتوعدنا بالويل والثبور وعظائم الأمور، وليس من شأننا سوى أن نبجله ونحرق له أعواد البخور.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات