عثمان مزلوه الدراوشه يكتب عن الارهاب

تم نشره الخميس 05 كانون الثّاني / يناير 2017 11:58 مساءً
عثمان مزلوه الدراوشه يكتب عن الارهاب

اعلن جلالة الملك عبدالله الثاني أننا في حرب مفتوحة مع الإرهاب ، وأن خوارج العصر من التكفيريين والإرهابيين لن يؤولوا جهداَ لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم .
لذلك وجب على الدولة بكافة مؤسساتها أن تعمل بالحكمة التي تقول (درهم وقاية ) وخاصة في المناطق التي تقع تحت خط الفقر ، وابعد من اطراف التهميش ، تلك المناطق التي اغلب المسؤولين لم يزوروها يوماَ ، حتى أن بعض المسؤولين تقلد اكثر من مرة مناصب عليا بالدولة ، ولكن للأسف لم يكلف نفسه أن ينظر الى خارطة الوطن ليتعرف على جغرافية وطنه ، فيعرف الفرق بين القويرة وقريقرة ، الفرق بين الجفر والجرف ، ولكي يعلم ويعلم ابناءه من بعده أن الوطن لا يمكن اختصاره بعمان ، وقد يمتد عند بعض المسؤولين الى العقبة ، ولكنه امتداد جوي دون المرور بالقرى المترامية على طول امتداد الطريق الصحراوي .
إن الثالوث القاتل والذي يتمثل بالفقر والمرض والجهل ، متوفر في المناطق الأكثر فقراَ والأقل حظاَ ، وهوحاضنة لكل فكر متطرف ، خصوصاَ بعد أن أصبحت المخدرات بمختلف اشكالها تلقى رواجاَ بين شباب هذه المناطق .
ولو تحدثنا عن هذا الثالوث الذي يفتك بأجزاء من وطننا ، بسبب غياب المسؤولية وغياب التخطيط ، حتى غياب الأمل في تحسين الحال ، وليس غريباً على احد إن أراد معرفة ذلك ، فمثلآ الفقر ، والذي تطور حتى وصل لمرحلة الجوع ، وبذلك يكون قد تخطى مرحلة الفقر المزمن ، ودلالة ذلك الوقفة التي انطلقت باتجاه قرية البربيطه في محافظة الطفيلة لمجرد أن صوراَ تم تداولها اشارت لمستوى الفقر فيها ، وأقول إن هناك ما هو اشد فقراَ والماَ من البربيطه ، ولكن حظهم السيء يمنع حتى وصول الكاميرا لهم لنقل حالهم وغير ذلك الكثير .
أما الجهل ، فيكفي لمعرفة المستوى الذي وصل اليه وتعمق فيه ، هو أن تنظر الى التعليم في مناطقنا النائية ، فهناك قرى ولا أقول مدارس لم ينجح فيها احد في الثانوية العامة للعام الماضي ، عدا عن مشاكل وقصص التعليم في هذه المناطق والذي يكاد يكون الكتابة حوله من الخيال لأنه قد لا يصدقه احد .
ووصولا الى المرض ، فيكفي النظر الى حقيقة الخدمات التي تقدمها المراكز الصحية المترامية كذر الرمل في العيون في المناطق النائية ، ولا يمكن لأحد أن يتخيل المستوى المتردي من الخدمة الصحية هذا إن وجدت .
اعتقد أن الظروف الحالية تتطلب أن يتحرك كل مسؤول خارج مكتبه وينطلق الى الميدان ويتابع مسؤولياته مباشرة من خلال زياراته للمناطق النائية ، فمثلآ لو قام وزير التربية ووزير الصحة ووزير التنمية الاجتماعية بزيارات مفاجئة وخاطفة ، دون برمجة مسبقة ليرى كل وزير حقيقة الدوائر التي تتبع لوزارته ويروا جميعاَ الوجه الحقيقي للأردن وللأردني الصابر والصامد رغم جوع البطن وجوع العقل وفتك المرض .
اذا اردنا أن نحصن انفسنا من الإرهاب وفكره الضلالي ، يجب أن نعالج الأسباب التي تساعد على انتشاره او تضعف امام مغرياته التي قد تسد جوع بطن او جوع عقل او تؤمن ثمن علاج .
علينا أن نفكر خارج الصندوق وأن نعمل خارج الدائرة ، فيجب أن ننطلق الى الأطراف ، لأنها في امس الحاجة الى الرعاية وحتى لا تكون مطمع او يكون شبابها هدفاَ لخوارج العصر ، فيجب إعادة النظر وبشكل سريع لإعادة الأمل والروح لها ولسكانها ، وأن تشملها الخطط الحكومية في مكافحة الفكر المتطرف ، ومكافحة المخدرات .
واخيراَ يجب أن نعلم أن الإرهابي ليس من يقتل بدون سبب ، لكن ايضاَ الفاسد إرهابي ، وتاجر المخدرات ومروجها ايضاَ إرهابي ، وكل مسؤول لا يقوم بواجبه اتجاه وطنه فهو ايضاَ إرهابي .
ووسط كل هذا ، ماذا ننتظر من بطن جائع وعقل جائع في جسد اخترقه المرض بلا امل بحياة افضل وغد مشرق ، هل سنبقى نقول درهم وقاية خير من قنطار علاج ، دون أن نأخذ خطوة ولو قصيرة لكنها في الإتجاه الصحيح



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات