الموازنة - حلول وسط

تم نشره الجمعة 13 كانون الثّاني / يناير 2017 12:57 صباحاً
الموازنة - حلول وسط
فهد الفانك

في تعاملها مع مشروع الموازنة العامة يبدو أن اللجنة المالية في مجلس النواب نأت بنفسها عن التطرف أو التسرع في الرفض والاعتراض وطرح الحلول الكاسحة ، واختارت الحلول الوسط ، والالتقاء مع الحكومة في منتصف الطريق. ومن هنا جاءت توصياتها بتوفير مبلغ 450 مليون دينار عن طريق تخفيض النفقات العامة بمقدار نصف هذا المبلغ ، وزيادة الإيرادات بمقدار النصف الآخر. وحتى تخفيض النفقات جاء عن طريق تقسيمها بحيث يقع نصفها على النفقات المتكررة ، والنصف الثاني على النفقات الرأسمالية.

هذا فيما يتعلق بالصورة العامة ، أما عند الاقتراب من التفاصيل فلا بد أن يكون الانتقاء حكيماً ، فأي النفقات الجارية يمكن تخفيضها دون المساس بقدرة الحكومة على تقديم أفضل الخدمات؟ وأي النفقات الرأسمالية يمكن تأجيلها ، أم أن ذلك سيترك للحكومة. هذه الأسئلة تتطلب إجابات مدروسة.

وزارة المالية لم تقدم إلى المجلس طبخة جاهزة ونهائية ، بل قدمت مشروعاً يقبل البحث والتعديل ، ولكن ليس أي تعديل ، لأن المشروع لم يتم سلقه على عجل ، ولم يتخلله السهو والخطأ ، وقد تمت دراسة ومراجعة جميع البنود والتفاصيل ، وتفاصيل التفاصيل. ولذلك فإن تغيير الأرقام لا يجوز أن يتم عشوائياً ، فقد قامت الوزارة بكل ما تستطيع من تخفيضات ممكنة ، واقترحت كل ما يخطر بالبال من مصادر الدخل بحيث أن أي تعديل معقول لا يمكن أن يذهب بعيداً.

ليس هناك من يحب الضرائب أو زيادة الأسعار ، وخاصة في ظروفنا التي اعتدنا أن نصفها بالصعبة. (متى كانت سهلة؟).

الحكومة ليست مغرمة بفرض ضرائب جديدة أو رفع أسعار خدمات وسلع لأن ذلك يؤدي إلى تخفيض شعبيتها ، وهي أغلى ما تملك!.

من هنا فإن مقترحات وزارة المالية لوسائل تدبير 450 مليون دينار إضافية تعني أن الحكومة تقبل أن تسحب على رصيدها المتواضع من الشعبية ، ولكن هل الشعبية نهاية المطاف؟ ماذا عن الحس بالمسؤولية ، وكيف يمكن احترام ما التزمت به الحكومة تجاه الصندوق بموجب أرقام ونسب مئوية محددة كأهداف مالية واقتصادية.

ليس صندوق النقد الدولي وحده هو الذي يراقب أداء الحكومة الاقتصادي ، بل جميع الدول المانحة والدائنين أيضاً.

كنت أريد أن أنصح بسياسة من شأنها أن لا يموت الذئب ولا تفنـى الغنم ، ولكني لم أفعل لأن الحكومة ليست ذئباً ، والشعب الأردني ليس غنماً.

الراي 2017-01-13



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات