الدرس الأول في المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص

تم نشره السبت 14 كانون الثّاني / يناير 2017 12:45 صباحاً
الدرس الأول في المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص
إبراهيم غرايبة

يذكر تقرير المسؤولية الاجتماعية لأحد البنوك الأردنية للعام 2015، أن البنك تبرع بمبلغ 320 ألف دولار لتغطية تكاليف دراسة طالبين في إحدى كبريات المدارس الخاصة في الأردن، لمدة أربع سنوات. ولولا أن المعلومة مستمدة من تقرير البنك نفسه، لربما توقع القارئ أنها معلومة مسربة للتشويش على البنك، والأسوأ من ذلك أن البنك يسمي تبرعه هذا مسؤولية اجتماعية!
ولا بد أنه مثال يصلح لتخمين ما لا نعرفه عن أوجه الإنفاق العام والتبرعات... و"المسؤولية الاجتماعية". فأن تكون رأيت عرف الديك فقط، كما يقال، لا يعني أنك تعرف، كما يستخدم المثال. ولكن المشاهدة الوحيدة هذه تمنحك قدرا هائلا من المعرفة.
المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص هي ما يقدمه هذا القطاع للمجتمع الذي يوجه استثماراته إليه أو يعمل في وسطه. ولا بدّ أن البنوك هي أكثر المؤسسات معرفة بمستوى الدخل وتوزيعه واتجاهات الفقر والغنى والكفاية في المجتمعات، ولعلها تتفوق في ذلك على دائرة الضريبة، وبالتأكيد فإنها تعرف أكثر من وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية. وأن تقدّر بعد هذه المعرفة اتجاهات التبرع وأولويات المسؤولية الاجتماعية لها بمنحة دراسية لطالبين قيمتها 40 ألف دولار سنويا لكل واحد منهما، فهذا يعني أن البنوك تعاني من نقص معرفة أو إدراك للمسؤولية الاجتماعية أو معناها وأهدافها. وهذه كارثة كبيرة بالنسبة لمؤسسة اقتصادية كبرى ومهمة، وتؤشر إلى كارثة أخرى في قدرة النخب والقيادات الاقتصادية على إدارة وفهم الأولويات الاجتماعية والاقتصادية في البلد. أما إذا كان الأمر ليس نقص معرفة، فالكارثة أعظم! كيف يمكن الثقة بالقيادات والنخب في قدرتها وحسن نواياها في إدارة وتوجيه الموارد والإنفاق؟ كيف يمكن الثقة بقرارات الحكومة الاقتصادية والضريبية؟ كيف يمكن الثقة باتجاهات الموازنة وتوزيع الإنفاق في البلد؟
المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص تستهدف المجتمع لتمكينه من المشاركة الاقتصادية، وإدارة أولوياته واحتياجاته. وفي ذلك، فإن القطاع الخاص نفسه يستفيد من استثماره في هذا المجال، لأنه يزيد من قدرة المجتمعات وجميع الفئات الاقتصادية والاجتماعية على العمل والإنفاق، ومن مصلحة البنوك والشركات بالتأكيد أن يتحسن المستوى الاقتصادي للفقراء، كما يساعدها في بناء الثقة مع المجتمعات، ما يعظم استثمارها ويقلل النزاعات والاختلافات بين المؤسسات والعملاء ويزيد الولاء لها.
في المقابل، فإن الشركات، وبخاصة عندما تحمل اسما إسلاميا، يمكن أن تستعدي المجتمع عندما تبدو منحازة في تبرعاتها، وعندما تعرف مسؤوليتها الاجتماعية بأنها موجهة إلى فئة قليلة من المجتمع.
إن العمليات الاقتصادية بحدّ ذاتها هي أيضا عمليات اجتماعية، وتقيّم دائما في مدى ما يستفيد منها المجتمع وإن كانت فوائدها وأرباحها تعود إلى فئة قليلة أو واسعة، وليست عمليات معزولة عن أهداف المجتمعات والدول وتطلعاتها.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن جمعية "آفاق" ساعدت في السنوات العشر الماضية 4 آلاف طالب وطالبة على إتمام دراستهم الجامعية، بمبلغ نصف مليون دينار.

الغد 2017-01-14



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات