الحد الأدنى من احترام الشهداء

تم نشره السبت 04 أيلول / سبتمبر 2010 02:47 صباحاً
الحد الأدنى من احترام الشهداء
ياسر ابوهلالة

لم يعرف التاريخ مقاومة محاصرة ومحدودة الحركة مثل المقاومة الفلسطينية هذه الأيام، فلا يمكن مقارنة غزة والضفة بأفغانستان أو العراق أو لبنان. ومع ذلك يبقى في البشر من يسعى إلى ما عند الله عز وجل، يرضى بمعجل الشهادة على مؤجل النصر.

كل عملية تساوي خلية، ومن لا يستشهدون يعتقلون ليواجهوا الموت كل يوم في سجون الاحتلال. سواء كانوا مطلقي صواريخ أو مطلقي رصاص. هؤلاء مهما اختلفت معهم يستحقون الحد الأدنى من الاحترام. صحيح أنهم يحظون بالتمجيد والتبجيل الذي يستحقونه لدى الأكثرية الساحقة في أمتهم وشعبهم، لكن للأسف فإن قلة رضيت لنفسها أن تنسق أمنيا ضدهم، والأسوأ من هذه الفئة من يسلقونهم بألسنة حداد، من دون أدنى احترام لشهادتهم.

قد تحدث أعجوبة ويتمكن المجاهدون من كتائب القسام في الخليل من الاختفاء، لكن المتوقع، للأسف، أن يقضوا قريبا أو يعتقلوا. وسبب التشاؤم هو ما جاء في مقال عكيفا إلدار الذي نشرت الغد ترجمته أمس وجاء فيه :" منذ أن عاد بنيامين نتنياهو الى السلطة فقد عنصر الأمن في العلاقات مع الفلسطينيين وفي الاتصالات مع الأميركيين تأثيره. وحتى كبار رجالات جهاز الأمن الإسرائيلي شهدوا أمام خبراء الأمن الأميركيين والأوروبيين بان مساعي الفلسطينيين في صد حماس وتعاون حكومة سلام فياض مع الجيش الإسرائيلي والمخابرات، جديرة بالاوسمة."

في هذه اللحظات علينا أن نعيش مع أولئك الأبطال ساعاتهم في العشر الأواخر من رمضان، لا ينتظرون " أوسمة" على الأرض، مع أنهم جديرون بها، يترقبون لحظة الشهادة ولكن بعد إثخان في العدو. ويأملون ألا يكون عدوهم من بني جلدتهم من حاملي الأوسمة. لا أفق أمامهم راهنا، الأفق بعيد للأجيال القادمة التي ستفتخر أنها من نسل من حملوا راية القسام بعد استشهاده بأكثر من نصف قرن. في المستقبل البعيد نكون قد غادرنا جميعا هذه الدنيا. وسيحار المؤرخون في لحظتنا الراهنة، المؤكد أن من نفذوا عملية الخليل سيكونون في عداد الأبطال والشهداء. أما من خذلوهم وباعوهم فهم في عداد ماذا؟

حتى نعرف من عدوهم لنقرأ مذكرات طوني بلير، إذ كشف أن "الأميركيين وخاصة الصقور، وبصفة محددة نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني، كانوا يحرصون على غزو دول أخرى في الشرق الأوسط بما في ذلك سورية بعد العراق". وكشف بلير أن "تشيني كان يريد إطاحة صدام وضرب سورية وإيران، ومن ثم "حزب الله" و"حماس" اللذين يحتميان بهما"، معرباً عن اعتقاده بأن "تشيني كان يريد بعد 11 أيلول عالما جديدا ولو تم تغييره بالقوة وبسرعة".

لولا المقاومة في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين لانتصر مشروع تشيني في المنطقة. لم تنتصر الأمة، ولم تدحر المحتل، لكن ثلة من أبنائها تمكنت من عرقلة المشروع الاستعماري الجديد. تلك الثلة إن لم تستحق الفخار فهي في الحد الأدنى تستحق الاحترام. ولها الله وأجرها عليه.

( الغد )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات