مدحت المحمود الخروج الذكي

تم نشره الجمعة 20 كانون الثّاني / يناير 2017 04:47 مساءً
مدحت المحمود الخروج الذكي
هادي جلو مرعي

في الصيف كما تقول فيروز،، حين تنقطع إمدادات الماء والكهرباء، ويتوتر الجو العام، ويفقد العراقيون أعصابهم، ويخرجون الى ساحة التحرير في بغداد، عدا عن الذين يتظاهرون في بعض الساحات في المدن الكبرى كالبصرة في الجنوب يتحول المشهد الى دراما عالية تشرح معاناة شعب، وتغافل فئة سياسية منحطة عن معاناته تلك.

    المدنيون، ونوع من الإسلاميين، عدا عن الذين يتشكلون تبعا للأجواء السائدة يتظاهرون عادة مشترطين إقالة هذا المسؤول، أو ذاك، ويطالبون برأسه في بعض الأحيان، وتتصاعد شتائمهم المبللة بعرق أجسادهم التي يضربها حر الصيف الذي لايتماشى، وكلمات فيروز، بل ربما تصاعد حدة مع وقع غناء عفيفة إسكندر التي تغني، يايمه إنطيني الدربيل

 دا أنظر حبي وأشوفه

لابس عبا شغل الدير

تبرج مابين كتوفه

    كان رأس مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الأعلى المنتهية ولايته مطلوبا من الجميع، لكنه لم يحرك ساكنا، وكان يرد بالصمت، ويهدأ كلما تصاعدت الإحتجاجات، وعلت الأصوات، ورميت عليه أصناف الشتائم، فهو بحسب المتظاهرين شريك في كل ماجرى على الشعب العراقي من ويلات لأنه تواطأ مع المجموعات السياسية، وكان قريبا من الرئاسات الثلاث، وتماشى مع ميول وأهداف وغايات الكتل السياسية الكبرى والزعامات المتصدرة للمشهد السياسي، وكل ذلك بحسب المتظاهرين والمطالبين بإقالته بإعتبار أن مجلس القضاء الأعلى كان متهما بشخص المحمود بوصفه شريكا للسياسيين، لارقيبا عليهم ومحاسبا لهم.

    ماذا لو إستجاب المحمود لمطالب المتظاهرين، وأعلن إستقالته في حينه، وعندما كان لهيب الصيف محفزا للغضب الشعبي؟ لاأظن أن أحد سيرضى أن يتركه لشأنه، وأقل المطالب حدة ستركز على محاكمته ومحاسبته، بالطبع دون تحديد تلك التهم، وليس واضحا ماإذا كان سيحاكم بالفعل وهو أمر مستبعد، لكن خروج المحمود هذه الأيام مع موجة البرد والحرب في الموصل والنزاع السياسي والمؤتمرات الإستعراضية سيجعله في مأمن، ولن يتعرض الى الضغوط، وسيذهب الى بيته بهدوء، وربما سيغادر الى بلد ما، فالرجل كغيره من المسؤولين العراقيين لايمكن أن يخرج خالي الوفاض، فجميع المناصب العليا في الدولة العراقية يترتب عليها مبالغ خيالية مقابل مايحصل عليه الناس العاديون، ومعظم هولاء المسؤولين يحصلون على مرتبات عالية.

    هو خروج ذكي وآمن في كل الأحول، مبروك.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات