دمع ما قبل العيد !

المدينة نيوز – خاص – جهاد جبارة - : أنا لست حمساوياً,ولم أكن يوماً من أتباع ومُريدي الأخوان المسلمين الذين تشرفت بالكتابة لصحيفتهم التي غابت وكان اسمها "الرباط ",حيث أصروا حينها على وصفي بأن "جهاد جبارة كاتب نصرانيّ يعشق الإسلام "!.
وما الإسلام سوى التسليم لإله واحد أحد؟.
كل المتدينين بشتى معتقداتهم وإن اختلفت دياناتهم,والذين يُقدسون الله,ويعترفون بجلاله العظيم ويسجدون رُكعاً إما بمسجد,أو كنيسة,أو كنيس هم أسلموا أمرهم,وقلوبهم لله فهم إذن مسلمون.
وهل أن الكتابة عن "غزة " وأية "غزة ",أقصد "غزة هاشم "هل باتت فقط للذين اعتنقوا دين الإسلام الذين قالوا "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "؟
أنا مسيحي يحترق جرحي جراء "غزة هاشم " ولذا سأبعث لغزة مأوى قبر الجد الثاني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم,وسأبعث برسالة إلى "غزة " مسقط رأس الشافعي أحد أهم الأئمة الأربعة عند المسلمين,وسأبعث برسالة إلى "غزة " التي أجبرت القائد التركي "أحمد باشا "أن يعترف بشجاعة وإقدام رجالها رغم كرهه الشديد للعرب.
وسأبعث برسالة إلى "غزة " التي ناشدتني واحدة من حرائرها عبر هذا الموقع أن أكتب عن حصار "غزة ".
تُرى ما الذي يمكن لقلم تافه,منهزم,جبان,بخيل مثلي أن يكتب عن "غزة "؟!.
هل أقول أنها وعلى الرغم من اغتسال إحدى خاصرتيها بالبحر الأبيض المتوسط,فإن خاصرتها الثانية تغتسل بالدم الطهور الذي أريق ولا زال طرياً,يافعاً لم يجف بعد؟!.
هل أقول أن عرباً يُلصقون أوراق نقدهم على سيقان,وأفخاذ المومسات في عُلب الليل بينما "غزة هاشم "جوعى,تأن وجعاً,وتنزف جرحاً؟!.
هل أقول أن "غزة هاشم "أضحت الميدان التجريبي لكل أسلحة الدمار الصهيونية بينما عُربان يطربون,ويثملون,ثم يقلدون الطير فيُغردون؟!
ما قبل العيد بأيام تنثال الرؤى,ويكاد القلب أن يُفجع بفقد أو غياب أحد أفراد العائلة فكيف ونحن نفتقد قبر "هاشم بن عبد مُناف "؟!.
"غزة يا أيها الجرح النازف أبداً,أكاد أسمعك تُنشدين للعرب على استحياء بيت المتنبي:
أبا المسك هل في الكأس فضل أناله فإني أغني مُنذ حين وتشرب؟!
ولعلها تسكرُ!
"غزة هاشم "متى سيطرق أبوابك العيد؟!.