مفاوضات واشنطن : عباس الشاهد الذي لا يرى شيئا

تم نشره الأحد 05 أيلول / سبتمبر 2010 10:20 صباحاً
مفاوضات واشنطن : عباس الشاهد الذي لا يرى شيئا
خالد محادين

المدينة نيوز – كتب: خالد محادين - ما أستطاع الرئيس الفلسطيني السابق محمود عباس ان ينجزه لم يستطع أي رئيس أو زعيم أو قائد فصيل فلسطيني سابق ان ينجزه، فقد جر رئيس وزراء العدو من أرنبة انفه الى واشنطن والى طاولة المفاوضات المباشرة، كما افلح في اجبار الرئيس الامريكي باراك اوباما على استضافة هذه المفاوضات واقامة افطار رمضاني لهما، وكذلك فيما يتعلق بمسؤول اللجنة الرباعية الارهابي القاتل توني بلير احد أبطال غزو افغانستان والعراق ولبنان والصومال وكل زاوية في هذا الوطن العربي والاسلامي، والزعم بان قرار عباس الذهاب الى العاصمة الامريكية لتقديم تنازلات للعدو زعم مردود على اصحابه لسبب غاية في البساطة هو ان هذا العباس لم يعد لديه او معه ما يقدمه، فقد كسر بنادقه، وخلع كوفيته وزج في سجونه وسجون العدو كل من يفكر بالمقاومة او حتى يخرج في تظاهرة، ولم يحتفظ بأية ورقة من اوراقه الكثيرة الا بقصاصة بالكاد تكفي للف سيجارة هيشي واحدة من تبغ فلسطين العربية، ولم يعد معنيا بالانسحاب من كامل التراب الفلسطيني او من ربعه او نصفه ولا عاد معنيا بتوقف الاستيطان وهدم المستوطنات ولا هو معني بالقدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ورأى ان ملكية فلسطين آلت اليه والى مجموعته التفاوضية امثال سلام فياض وصائب عريقات ومحمود دحلان وجبريل الرجوب وياسر عبدربه والطيب عبدالرحيم وبقية المجموعة الثورية التي ترى ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بالجهاد والمقاومة، وان فلسطين الصهاينة هي كل الارض الممتدة من النهر الى البحر، وان اسهل ما يستطيع انجازه هو الغاء جغرافية فلسطين وتاريخ الشعب الفلسطيني المجاهد والمقاوم والرافض التنازل عن شبر واحد من مساحتها او حفنة واحدة من ترابها او نصب شهيد واحد ممن مضوا من اجلها ومن اجل تحريرها شبرا شبرا وقرية قرية وشجرة شجرة مهما طال الزمن وتواصلت مؤامرة التهويد والطرد والقتل والتدمير والتآمر الصهيوني والعربي والامريكي والاوروبي والدولي.
ليس هناك سوى محمود عباس وسلطته التي بلا أية سلطة من هو مقتنع بان مفاوضات واشنطن ستؤدي الى أي شيء سيكون لمصلحة فلسطين ومصلحة الفلسطينيين، فالرئيس اوباما يهزم كل يوم في العراق وافغانستان ولبنان والصومال، وشعبيته في الداخل الامريكي تتراجع بسبب ضعفه امام العدو الصهيوني وضعفه في مواجهة اوضاعه السياسية والاقتصادية ومع الجمهوريين، ومواجهته مع الصينيين واليابانيين ومعظم الاوروبيين وفي باكستان وافريقيا تنقله من هزيمة الى اخرى، لهذا لا يملك ادنى مقدرة للضغط على اليمين الصهيوني صاحب القرار في الولايات المتحدة وفي فلسطين المحتلة ونتنياهو يعرف ان الشارع الصهيوني موغل في التطرف وكراهية الآخر وهو يملك قوة اليمين المحكومة بيمين اكثر تطرفا منه، كما يدرك ان ليس لدى محمود عباس وسلطته اية اوراق ضغط عليه بل ان هذه السلطة باتت ورقة من اوراق نتنياهو، والاوروبيون والاسيويون خارج الغرفة التي تشهد المفاوضات المباشرة والنظام العربي الى جانبه للتخلص من اثقال القضية الفلسطينية واعبائها التي لم تعد شعارات الوقوف مع الفلسطينيين تمر على عربي واحد، ومطالبة نتنياهو الفلسطينيين الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية ستقود الى مثل هذا الاعتراف من قبل السلطة الفلسطينية والسلطة العربية ممثلة بنظام مهزوم ومأزوم ومفرط بكل الحقوق العربية وليس بالحقوق الفلسطينية، لهذا لا يطالب نتنياهو بما لا يستطيع ان يناله، فكل الاوراق والتنازلات في ملفه، والجولة الجديدة من المفاوضات المباشرة مجرد تسلية ليس من الضروري ان تشارك السلطة الفلسطينية او السلطة العربية في ممارستها، اذ لا قيمة لوجود لاعبين آخرين يجلسون على مقاعد الاحتياط حتى اذا انتهت المباراة خرجوا مع المشاهدين دون ان يكون لهم دور بأي حجم، وعليكم السلام ورحمة واشنطن وبروكسل وتل ابيب وبركاتهم الكثيرة والمعيبة لنا جميعا.

http://www.alkhandaq.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات