الإحصاء من تحت لفوق

كيف نفرّق بين الذين اعتادوا على الشكوى من سوء أوضاعهم المعيشية بين أصحاب الأوضاع المعيشية السيئة فعلاً? لحل هذه المشكلة اقترح نظاما للإحصاء "خلف خلاف", يعتمد على مبدأ العد "من تحت لفوق".
يقوم هذا النظام على أساس حساب عدد الأردنيين "المنفضين", والأردنيين الذين لو ضربتهم بالحيط فلن "يرنّوا", وعدد "المؤنتكين" و"المهبرتين" منهم, وعدد الذين يعيشون على كل من "الحديدة" و"التياسير" و"باب الله" و"أكتاف الأجاويد", وزملائهم الذين "يطحنون على الديك" والذين باعوا الديك, وعدد الأيام التي يوجد فيها في جيوب المواطن "لترن" واحد على الأقل, وذلك لمقارنتها بأعداد المواطنين الذين لا توجد في جيوبهم في العادة "ولا لترن", وعدد المرات التي تتكرر فيها صيحات: "والله ولا بارة" أو "والله ولا هللة".
يقوم النظام الإحصائي المقترح كذلك على احتساب نصيب المواطن الفرد من حالات "سقوط ماء الوجه" بسبب كثرة الدائنين, ونمو أعداد الذين "يبيعون ما فوقهم وما تحتهم" مع ملاحظة أن ذلك قد يجري على مرحلتين أحياناً.
كما يفرد النظام الجديد أبواباً خاصة للذين يعيشون "شحوطة" والذين يعيشون عيشة "مثل عيشة الكلاب", والذين يعيشون "من القلة" على العموم, وزملائهم الذين يعيشون "من قلة الموت" على وجه التحديد, مع ضرورة التأكد أنه في حالة توفر الموت فإنهم سيموتون فعلاً وأن الأمر ليس مجرد ممارسة لهواية التشكي.
( العرب اليوم )