هدية العيد

تم نشره الخميس 09 أيلول / سبتمبر 2010 07:35 صباحاً
هدية العيد
جميل النمري

قرار الحكومة بإعادة المعلمين المحالين إلى الاستيداع هو هديّة عيد لانتصار التعقل والحكمة والانفتاح، نأمل ان يكون دفعة على الحساب في انعطافة تخلق مناخات إيجابية على أبواب الانتخابات النيابية.

لا تكف بعض الأوساط السياسية والإعلامية عن التشكيك في إجراء الانتخابات في موعدها، ويقدمون مشهدا سوداويا يزكي قرارا من صاحب القرار بتأجيل الانتخابات، فالحكومة لم تعد تحظى بتقييم جيد والأوضاع الداخلية محتقنة والظروف المعيشية لم تعد تطاق والناس غير معنية بالانتخابات والثقة في أدنى مستوياتها وثمّة طبخات اقليمية على الطريق.

ويستمر التداول بهذا الاحتمال رغم التأكيدات الرسمية على اجراء الانتخابات في موعدها. وفي تقديري أن التبشير بالتأجيل مع هذا الحشد غير المترابط من الأسباب يعكس إسقاطات ذاتية على المشهد، أكثر مما يعكس الواقع. وهو يريد أن يدعم جبهة المقاطعة وتأثيرها لدرجة اضطرار الحكومة لتأجيل الانتخابات.

ما نقوله لا يعني أن الناس لا يعانون من أوضاعهم المعيشية لكن متى كان هذا سببا لتأجيل الانتخابات؟! بالعكس فإن الاحتقانات الاجتماعية غالبا ما تكون في أي ديمقراطية سببا للتبكير في انتخابات نيابية؛ تمتص التوترات وتعيد تشكيل المشهد وتعطي الناس فرصة جديدة للمشاركة، أمّا الطبخة الاقليمية فهي دائما على الباب ولا تأتي، ثم إنني لم اقرأ تحليلا واحدا يتفاءل بنجاح مفاوضات السلام.

يبقى أن نتحدث عن الأداء الحكومي وهو في كل الأحوال لا يبرر تغييرا على ابواب الانتخابات، فالمنطق يقول إنه يتوجب انتظار تركيبة مجلس النواب الجديدة لكي تتقرر في ضوئها الخطوات المقبلة. وأخيرا فمن المبكر الحكم على الاهتمام بالانتخابات النيابية، فقد مررنا بشهر رمضان وبعد العيد سيبدأ التسخين الفعلي للانتخابات، ونحن لا نتوقع ان يكون الاهتمام أقلّ من الدورات الماضية، بل على العكس فان إعادة تشكيل الدوائر سيخلق أجواء جديدة من التحفز. إنما الأكيد ان على الحكومة ان تعمل بسياسة ذكية وحكيمة وبسعة صدر استثنائية، أكان في التعامل مع المطالب الاجتماعية والاحتجاجات أو في قضية مقاطعة الاسلاميين.

كنّا سمعنا منذ أيام عن توجه انفتاحي يتبلور، وقد تكون خطوة إعادة المعلمين المحالين إلى الاستيداع هي علامة بهذا الاتجاه، نأمل ان تتبعها خطوات أخرى. يجب ان تتحرك الحكومة بديناميكية وتتلاقى مع مختلف الفئات وتبحث عن الحوار والتفاهم. وهذا ينطبق أيضا على العلاقة مع جبهة العمل الإسلامي. صحيح أن ثمّة تحليلا يقول إن قرار المقاطعة هو نتاج أزمة داخلية، وإن الحزب لا يستطيع التراجع عن القرار لكن على الحكومة أن تقدم سلما للجماعة تنزل به عن الشجرة، ثم إن الجماعة سوف تتحمل مسؤولية المعاندة والسلبية التي لن تجد اتباعا، والسلّم ليس إلا الإعلان الواضح والمتكرر عن الاستعداد للقاء والحوار من أجل توفير الاطمئنان والضمانات لانتخابات نزيهة.

الغد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات