الأردن ومسيرة القمة العربية... قمة الوفاق والاتفاق 1987

تم نشره الثلاثاء 14 شباط / فبراير 2017 01:23 مساءً
الأردن ومسيرة القمة العربية... قمة الوفاق والاتفاق 1987
الأردن ومسيرة القمة العربية

المدينة نيوز :- انطلاقا من النهج الأردني الأصيل المستند الى حقائق التاريخ والتراث ووحدة المصالح والمصير، والفهم الواضح لطبيعة الأخطار التي تهدد العرب في صميم وجودهم كأمة مستقلة وحضارة متميزة ، دعا جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال الى عقد قمة طارئة في عمان عام 1987 لـ "الوفاق والاتفاق", حيث كانت القمة العربية الثانية التي يستضيفها الاردن.

ولبت جميع الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية النداء الملكي وتداعت الى عمان خلال الفترة 8 - 11 تشرين الثاني 1987، باستثناء جمهورية مصر العربية التي عُلقت عضويتها بسبب اتفاقيات كامب ديفيد.

ومن ابرز الملفات التي ناقشتها قمة الوفاق والاتفاق: الحرب العراقية الايرانية، النزاع العربي الاسرائيلي، الازمة اللبنانية، العلاقات مع جمهورية مصر العربية، الارهاب الدولي والمؤتمر الدولي للسلام، اضافة الى قضايا تتعلق بأوضاع جامعة الدول العربية والدول الاعضاء والقرارات السابقة الصادرة عنها.

الحرب العراقية الايرانية: أكد القادة العرب في قمة الوفاق والاتفاق اهتمامهم الجدي بالتهديدات الخطيرة التي يتعرض لها الامن القومي والمكانة الهامة التي باتت الحرب العراقية الايرانية تحتلها في قلب اهتمامات الامة العربية لما يشكله استمرارها من اخطار جسيمة على الامة وقضاياها المصيرية.

واعتبروا كل اعتداء على أي قطر عربي اعتداء على البلاد العربية جميعا، وأن المحافظة على استقلال البلاد العربية وسلامة اراضيها وحرمة حدودها الدولية، واجب الاحترام على جميع الدول العربية والعمل من اجله بجميع الوسائل المتاحة، مستذكرين قرار مؤتمر القمة العربي في مدينة فاس عام 1982الذي اعلن استعداد الدول العربية لتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها بموجب ميثاق الجامعة ومعاهدة الدفاع المشترك في حالة استمرار ايران في الحرب على العراق.

وقرر الزعماء العرب في هذه القمة ما يلي: - ادانة ورفض استمرار احتلال ايران للأراضي العربية في العراق.

- التضامن الكامل مع العراق والوقوف معه في دفاعه المشروع عن ارضه وسيادته.

- استعداد الدول العربية لتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها نحو العراق وفيما بينها بموجب ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين دول الجامعة.

- تأييد قرار مجلس الامن الدولي رقم 598.

ونتيجة لاستمرار الحرب التي تستهدف سيادة دولة عضو في جامعة الدول العربية وسلامتها الاقليمية خلافا لقواعد القانون الدولي، وأحكام ميثاق الامم المتحدة وقراراتها، والتي اصبحت تهدد باتساع مسرح عملياتها وتعرض للخطر سيادة وسلامة دول اخرى اعضاء في الجامعة العربية، كما تهدد الامن والاستقرار في المنطقة كلها وتعرضها الى اشد الاخطار .

ونتيجة القلق البالغ لتعرض ايران للملاحة من والى موانئ دول الخليج العربي التي ليست طرفا في الحرب، وعدم التزامها بقرار مجلس الامن رقم 552 لسنة 1984 الذي عبر عن موقف المجتمع الدولي من حرية الملاحة في الممرات المائية، فقد قرر القادة العرب: - شجب وإدانة الاعتداءات الايرانية المتكررة على دولة الكويت.

- تأييد القرار 598 والاشادة بترحيب العراق به، ودعوة مجلس الامن لتطبيقه.

- ضمان حرية الملاحة الدولية في الخليج العربي وفقا لقواعد القانون الدولي، وادانة وضع الالغام في الممرات المائية الدولية والمياه الاقليمية للدول التي ليست طرفا في الحرب.

- اعادة النظر في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية والدول التي تزود ايران بالأسلحة.

وبعد اطلاع القادة العرب على المذكرة التفسيرية التي قدمها وفد المملكة العربية السعودية بشأن أحداث الشغب والفتنة التي قام بها الايرانيون في موسم الحج لعام 1407 هـ في مكة المكرمة، والتي اساءت لحرمة الاماكن المقدسة ومناسك الحج وآدابه وامن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، فقد أكدوا: - التضامن الكامل مع المملكة العربية السعودية وتأييدهم التام للإجراءات التي اتخذتها لتوفير الاجواء المناسبة التي تضمن لحجاج بيت الله الحرام شعائر حج آمن.

- حق المملكة العربية السعودية في اتخاذ ما تراه من اجراءات مناسبة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث.

- عدم استغلال موسم الحج والمناسبات الدينية للتظاهر والمسيرات ورفع الشعارات، ومراعاة حرمة بيت الله الحرام.

- دعا القادة العرب الدول والحكومات الاسلامية الى تبني هذا الموقف والوقوف ضد الممارسات التي تتنافى وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف.

النزاع العربي الاسرائيلي: ونظرا لاستمرار اسرائيل في ممارساتها التعسفية في الارضي العربية المحتلة والفلسطينية وسياستها العدوانية والتوسعية، ولأن الخطر الصهيوني لا يستهدف دول المواجهة فحسب بل يتعدى ذلك ليهدد مصير ووجود الأقطار العربية كلها، وعلى اعتبار ان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية وجوهر الصراع العربي الاسرائيلي، وأن النضال من أجل استعادة الحقوق العربية المغتصبة في ارض فلسطين والاراضي العربية المحتلة هو مسؤولية قومية عربية، فقد قرر القادة العرب: - حشد طاقات وامكانات الدول العربية من اجل تعزيز قدرات وطاقات دول وقوى المواجهة مع اسرائيل على كافة الاصعدة لوقف عدوانها على الامة العربية.

- اقامة التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل في إطار تضامن عربي فعال من اجل التصدي للخطر الصهيوني الذي يهدد مصير الامة العربية، وإجبار اسرائيل على الانصياع للقرارات الدولية الهادفة الى اقامة سلام عادل وشامل في المنطقة.

- تقديم الدعم والمساعدة للنضال البطولي المستمر الذي يخوضه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة والجولان وجنوب لبنان ضد الاحتلال الاسرائيلي.

- دعوة جميع الاطراف العربية الى الالتزام بقرارات القمم العربية السابقة القاضية بعدم جواز انفراد اي طرف عربي بأي حل للصراع العربي الاسرائيلي ورفض اية تسوية سياسية للصراع العربي الاسرائيلي لا تضمن تحقيق الانسحاب الاسرائيلي الكامل وغير المشروط من جميع الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

كما قرر القادة العرب: - ان عقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الاوسط تحت رعاية الامم المتحدة يدعو اليه امينها العام وتشارك فيه الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن مع جميع اطراف النزاع العربي الاسرائيلي بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، هو السبيل المناسب لتسوية النزاع تسوية سلمية شاملة وعادلة تكفل استعادة الاراضي العربية المحتلة وحل القضية الفلسطينية من جميع جوانبها.

الأزمة اللبنانية وبخصوص الازمة اللبنانية ومضاعفاتها المفجعة على الشعب اللبناني الشقيق، فقد قرر القادة العرب: - حث الأطراف اللبنانية على استئناف الحوار فيما بينهم من اجل التوصل الى اصلاح سياسي يكفل اعادة تماسك لبنان شعبا وأرضا ومؤسسات.

- دعوة الجمهورية العربية السورية الى مواصلة بذل الجهود لمساعدة الاطراف المعنية في التوصل الى مصالحة وطنية.

- دعوة الدول العربية الى مساندة لبنان في جهوده لتأمين انسحاب اسرائيل من الجنوب وبسط السيادة اللبنانية.

- انشاء صندوق لدعم النقد اللبناني.

العلاقات مع مصر: قرر القادة العرب أن العلاقة الدبلوماسية بين اي دولة عضو في الجامعة وبين مصر عمل من اعمال السيادة، تقرره كل دولة بموجب دستورها وقوانينها وليست من اختصاصات الجامعة العربية. (وقد سجلت كل من جمهورية العربية السورية وليبيا اعتراضهما على هذا البند) .

وفيما يتعلق بالإرهاب الدولي، قرر القادة العرب: - إدانة الارهاب بكافة اشكاله واساليبه ومصادره، وفي مقدمته الارهاب الاسرائيلي داخل الاراضي العربية والفلسطينية المحتلة وخارجها، والارهاب الذي يمارسه نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا.

- رفض المحاولات الرامية للمساواة بين الارهاب وحركات التحرر الوطنية وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال.

البيان الختامي وصدر في ختام مؤتمر قمة الوفاق والاتفاق المنعقد في عمان خلال الفترة 8 – 11 تشرين الثاني 1987 بيان ختامي أكد ما اتخذه الزعماء العرب من قرارات انطلاقا من موقع المسؤولية التاريخية ومبادئ القومية العربية وتشابك المصالح الامنية والسياسية والاقتصادية وروابط الحضارة والتاريخ، وقرر القادة العرب بالإجماع: - دعم التضامن العربي واعتماده قاعدة اساسية للعمل العربي المشترك.

- اعتبار خطاب جلالة الملك الحسين (طيب الله ثراه) وثيقة رسمية من وثائق المؤتمر.

- دعم التعاون العربي الافريقي.

- إدانة إيران لاحتلالها جزءا من الاراضي العراقية، وتضامن المؤتمر مع العراق.

- تضامن المؤتمر مع كل من دولة الكويت والمملكة العربية السعودية.

- التمسك باسترجاع كافة الاراضي العربية المحتلة والقدس الشريف، وضرورة بناء القوة الذاتية للعرب.

- تأييد عقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الاوسط برعاية الامم المتحدة.

- تأكيد الحرص على وحدة لبنان وعروبته ومساعدته على تجاوز ازمته.

- إدانة الارهاب الدولي.

- تحقيق الامن القومي العربي من خلال تضامن العرب وحشد طاقاتهم وقدراتهم.

- تكثيف الحوار في حاضرة الفاتيكان ودعوة الملك الحسين الى اجراء الاتصالات معها.

- توجيه الشكر للمملكة الاردنية الهاشمية ولجلالة الملك الحسين على استضافة القمة وإنجاحها.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات