لغة العيون

كانت نظرة الأنسان الأولى للأشياء منذ قديم الزمان هُياماً بالجمال فقط أينما تجده ، فلما تقدم به الزمان أخد ينظر الى الأشياء مطولا وتفصيلا، وراح يتعقب مواطن الجمال في الأنسان لأن أجمل ما فيه هي عيناه لأنها أعظم وأبلغ لغات العالم ، كيف لا وهي مستودع سره ومرآة حياته، والنافذه التي يطل منها على أعماق النفوس من العواطف والميول والرغبات ، وهي تعكس ما يكنه القلب وما تكبته النفس ، لها لغة بلا حروف ، تقرأ بلا لسان وتفهم بالوجدان بموهبة الفراسه وشفافية الروح وفي بعض الأحيان تجهل تحليلها وحل معانيها لأنَّ عِلم الفراسة مقيّدٌ بضوابط وتعبرعما يجول ويدور بالداخل وبالوجدان وخلجات النفس ونوايا الفؤاد ، هذا ليس أدعاء بالغيب ولكنها فراسة لا بد أن نفهم المقصود من لغة العيون لأنها لا تكذب ولا تخدع لأنها النافذه التي تنظر من خلالها حقيقة مكنونات الشخصية التي أمامك ، ولغة العيون بين الرجل والمرأة هي من أجمل اللغات العالمية . حتى أن هناك أمراضا لا تعرف الا من خلال العيون كاليرقان والأنيميا ... ومن المعروف أيضا أن الباحثين يعتبرون العينين هما الوسيلة الأولى للتعبير الرومانسي والأنسان لا يستطيع أراديا التحكم في حركة حدقة العين فمن المعروف أن الأنسان عندما يرى مناظر جميله ومريحة ولطيفة كالمروج الخضراء والزهور تتسع حدقتا العينين بشكل لا أرادي .
البعض منا قادر على التعبير عن نفسه بالقول والبوح بأنه متضايق من شيء ما ولكنْ هناك آخرون لا يمتلكون نفس القدره على الكلام والتعبير
عما يجول في داخلهم ومشاعرهم لأسباب عديده كالخوف أو الخجل أو عدم أحراج الأخرين ، العين هي أكثر أعضاء الجسم إيحاءً أو توصيلا للرسائل، فالنظر الى عين الشخص بشكل مباشر كثيرا ما يعطي أنطباعا
قويا حول درجة صدقه ، ومن منا لم يستعمل عباره ** حط عينك بعيني
ليتأكد من صدق نوايا المتحدث معه ، الأنسان في تعامله مع لغة العيون يتعامل معها كوسيلة تعبير عما يجول في نفسه للأخرين وايضا وسيلة لفهم ما في نفوس الأخرين من الحزن ، الحب، القلق الأمل ،الأعجاب ، الخوف ...
وقد شغلت العيون الأدباء والشعراء والمؤلفين على مر السنين لتختصر قائمة من عبارات الحب وتختزل سنين من العمر ربما تطول ...
إن لغة العيون بين المحبين ... مرآة القلوب قصيرة الوقت سريعة الوصول بليغة الأثر فناً ومهارة، وحين تعجزالعباره عن التعبيريقف الجسد حائرا عن التبرير، تبرق العينان بنظرات الدفء والحنان .
العين تنطق والأفواه صامتة ... حتى نرى من صميم القلب تبيانا