مـلــف هــام

تم نشره الأحد 26 شباط / فبراير 2017 12:50 صباحاً
مـلــف هــام
ماهر ابو طير

بثت قناة «العربية» تقريرا خطيرا للغاية، لمراسلها الزميل غسان ابولوز في عمان، حول وجود اكثر من 3200 طفل سوري ولدوا العام الماضي، غير مسجلين، وبلا شهادات ميلاد، من اصل اربعة عشر الف طفل سوري، ولدوا خلال عام 2016، والتقرير يدق ناقوس الخطر بحق.

هذا معلومات مهمة، يجب ان لا تمر هكذا، ولا بد من ان تخضع للمتابعة على كل المستويات، فالتقرير يتحدث عن عدم حصول هؤلاء الاطفال على شهادات ميلاد، وهذا يعني عدم حصولهم على هويات سورية لاحقا، ولا على جوازات سفر، وذلك بسبب نقص الاوراق الثبوتية بحوزة اهاليهم، وبسبب الزواج غير الموثق وغير المسجل قانونيا، وهذه مصيبة اخرى.

هنا يتحدث التقرير عن عام 2016 فقط، وقد تكون هناك حالات قبل هذا العام، وخلال العام الجاري، فنحن امام جيل سوري، بلا هوية حقا، جيل سوري، لا يملك ايضا حق التنقل او السفر، فلا اثبات معه، لا للبقاء هنا، ولا للعودة الى سوريا، ولا حتى للسفر الى اي بلد.

المشكلة ان هناك تداعيات اجتماعية لهذا الوضع، فكيف يمكن الزواج اصلا، دون توثيق، وبماذا يختلف هكذا زواج من ناحية شرعية، عن الزواج الموثق، ثم كيف تسمح السلطات الرسمية، بحالات زواج دون توثيق، واين الاتصال بالسوريين في المخيمات والمدن، لضبط هذه العملية؟!. 

ان نقص الاوراق الثبوتية للعائلة السورية، جراء هجرتها في ظروف صعبة، كعدم وجود دفتر العائلة مع العائلة، او شهادات الميلاد الاصلية، يتسبب بعدم تسجيل الاطفال؛ ما يضاعف من حجم المأساة التي يمر بها السوريون، والاغلب ان هذا الوضع ينطبق عليهم ايضا، في تركيا ولبنان والعراق، ودول اخرى، فنحن امام انتاج لطوائف سورية مجهولة .

لا بد من حملة رسمية لحل هذه الاشكالات، لاننا امام وضع له تداعيات قانونية على الاردن قبل السوريين، فنحن امام اطفال لايوجد ما يثبت نسبهم الى عائلاتهم، ما داموا بلا شهادات ميلاد، ونحن امام حالات زواج غير موثقة قانونيا، وقد تكون موثقة بطرق اخرى، لكنها غير معتمدة قانونيا؛ ما يعني ان توعية اللاجئين قانونيا وشرعيا، لاخطار هذا الامر، امر ضروري جدا.

بعض العائلات السورية، غير قادرة على تسجيل الابناء واصدار شهادات الميلاد، لاسباب مالية، ترتبط حتى بالقدرة على جلب بقية الوثائق من داخل سورية، وهنا لابد من جهد اردني دولي، لتمويل هذه العملية

هذا الامر له جانب اخطر، خصوصا، اذا تمت عمليات الولادة داخل البيوت، او المخيمات، دون مستشفيات، تعطي اشهارا للولادة، وعندها، ما الذي سيضمن لنا ان هذا ابن ذاك، وان تلك ابنة ذاك ايضا، وما الذي يضمن ان لاتحدث عمليات بيع اطفال، او استبدال، او اختطاف؟!.

هذا ملف يوجب التساؤلات المفتوحة، مثلما يطرح الاجابات المحتملة، لكننا بعد التقرير المهم للزميل ابولوز عبر العربية، نقول ان هذا الملف خطير بما تعنيه الكلمة، ولا يجوز التهاون فيه، لاعتبارات تتعلق بالاردن، وبالعائلات السورية، ومستقبل هؤلاء الاطفال، الذين لا يدركون الذي يجري لهم هذه الايام .

الدستور 2017-02-26



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات