مؤتمر إسطنبول للشتات الفلسطيني!

تم نشره الإثنين 27 شباط / فبراير 2017 12:44 صباحاً
مؤتمر إسطنبول للشتات الفلسطيني!
حلمي الأسمر

كانت الموسيقى تصدح بالسلام الوطني الفلسطيني، تلاه السلام الوطني التركي، بحضور أكثر من أربعة آلاف فلسطيني جاءوا من قارات العالم كافة، ليجتمعوا في إحدى قاعات مدينة «الباب العالي» اسطنبول، فيما كانت جدران القاعة تتزين بصورتين لأتاتورك وأردوغان، ولوهلة أخذني شرود ذهني غريب، حينما تذكرت أننا نعيش الذكرى المئوية الأولى لانتهاء الوجود العثماني في فلسطين، وها أبناؤها يلتئم شملهم قادمين من شتاتهم، في «مصادفة» ذات مغزى، وإن لم تكن مقصودة على الأغلب، ليجتمعوا تحت عنوان «المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج»!

دخل السلطان سليم الأول بلاد الشام عام 1516 بعد أن أنهى حكم المماليك، وبهذا التاريخ تكون فلسطين قد دخلت تحت ظل الدولة العثمانية، ذلك الحكم استمر 401 عام، وذلك حينما سقطت فلسطين بيد الاحتلال البريطاني، لتدخل فيما بعد في عملية تدمير ممنهج لم يستهدف الأرض فحسب، بل السكان أيضا، ومن ثم ها هم أحفاد وربما أحفاد أحفاد من حاربوا في صفوف الدولة العثمانية يجدون ملاذا في «ألآستانة» لإعادة لم شتاتهم، بعد أن شطبتهم اتفاقية أوسلو عام 1993 من صفوف الشعب الفلسطيني، وهم يشكلون ما لا يقل سبعة ملايين بني آدم، يحملون فلسطين في قلوبهم، بعد أن حرموا من أن تحملهم على أرضها!

المؤتمر الذي ووجه بحملة تشويه و»تخوين» قبل أن ينعقد، كرس جزءا كبيرا من خطابه لتبرئة نفسه من كل ما حاول البعض إلصاقه به، من قبيل محاولة تكوين جسم بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، ليؤكد في بيانه الختامي وفي غير مكان في الأدبيات التي افرزها، أن هدفه المحدد إسماع العالم عموما، وأبناء الشعب الفلسطيني خصوصا، لصوت سبعة ملايين «نفر» استثنوا من أي تمثيل أو حضور في «زفة» التسوية، ويبدو أنهم لم يجدوا مكانا يرحب بهم ويحتمل مخاطرة الحفاظ على أمنهم، مثلما وجدوا في اسطنبول، فكان هذا المؤتمر غير المسبوق في التاريخ الحديث!

ما أسهل ما يستل البعض سهامه ويبدأ الطخ على «الآخر» حتى قبل أن تتاح لهذا الآخر فرصة التعبير أو حتى إعلان «حسن النوايا»، مؤتمر اسطنبول، هو طرق على جدران الخزان، كما فعل غسان كنفاني في «رجال في الشمس» إنها محاولة للمبادرة بالعمل الذاتي بعد أن أوصدت في وجوههم أبواب العمل سواء من خلال المجلس الوطني الفلسطيني الذي لم يجتمع منذ أكثر من عشرين عاما، حتى أن ممثل القطاع الشباب في المؤتمر بدا يدب بشكل حثيث نحو عقده السابع أو الثامن من العمر، أو من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، التي لا تذكر إلا إذا اقترن الحديث عنها بـ «إحياء دور المنظمة» ما يدل على أنها في حالة موت سريري، أو ربما موت حقيقي، لا أدري!

تقديري أن مؤتمر اسطنبول للشتات الفلسطيني، سيكون له ما بعده، وسيذكر بوصفه محطة مهمة في تاريخ النضال الفلسطيني!

الدستور 2017-02-27



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات