فضيحة عصرنا حتى الابد !

تم نشره الثلاثاء 14 أيلول / سبتمبر 2010 06:31 صباحاً
فضيحة عصرنا حتى الابد !
خيري منصور

تحل ذكرى المجازر في تقاويمنا الحمراء فلا تلقى غير صدى شاحب في الذاكرة ، حيث لا وقت لتذكر من ماتوا ما دامت الحياة قد تحولت الى علف ولا شيء اخر في زمن يعيش الناس فيه ليأكلوا ان وجدوا الفتات.

مجزرة صبرا وشاتيلا ستبقى كما قال درويش فضيحة عصرنا حتى الابد ، ولن ينجو احد ممن عاصروها من حصته في المسؤولية ، وما قالته د. بيان نويهض قبل ايام عن احساسها بالمسؤولية لان بيتها يبعد قليلا عن مسرح المجزرة يجب ان يردده اخرون ممن اخذتهم العزة بالاثم ، ان دم هؤلاء في اعناقنا جميعا ، لان الصمت تحالف مع القصف في ذلك الليل البربري الذي اعيد الف عام الى تاريخ غاشم ، يأكل فيه الانسان الانسان حيا وميتا.

ما قاله الفنان الارجنتيني وهو يبكي عن صبرا وشاتيلا يجب ان يتحول الى مساءلة لنا جميعا ، قال اين كنت في تلك الظهيرة الحمراء، وهل كنت اصغي للتصفيق في حفلة في مكان اخر؟.

اما جان جينيه الفرنسي الذي لاحقته لعنة اللامبالين ، واسماه سارتر فيلسوف زمانه بالقديس الشهيد ، فقد جاء من باريس الى بيروت والى المقبرة الجماعية ليقاوم كما قال الذباب والقتلة ، فقد رأى جينيه عظام الموتى وهي تتناثر من القبور في زمن يتكرر فيه قتل الشهداء خشية من قيامتهم ، لقد اصابت تلك المجزرة كوكبنا كله بالقشعريرة ولم يبق انسان لم يفقد رشوة الا وادان نفسه على الصمت.

من يعتذر لهؤلاء؟ القاتل الذي عوقب بموت محروم من الدفن؟ ام الاداة التي تحولت الى قفاز او ملقط لممارسة مهمة قذرة.

بالامس سمعنا كريم بقردوني الذي كان عضوا في المكتب السياسي لحزب الكتائب اثناء المجزرة يعتذر دينيا وليس سياسيا ، ويقول ان ما جرى كان خطيئة وليس مجرد خطأ حسب العقيدة المسيحية ، لكنه طالب الساسة باعتذار سياسي.

ليس مهما الان من يعتذر لمن ، فثلاثة عقود لا تكفي لدفن هؤلاء في الذاكرة ايضا انهم احياء في الاغنية النبيلة والنشيد غير الداجن والكتاب الذي لم يؤلفه شهود الزور.

هم فضيحة عصرنا حتى الابد ، لانهم ضحايا جلاد لم تسلم منه حتى نفسه وضحايا تواطؤ سيتحول بمرور الايام الى عودة في تاريخ غاشم.

ما كتب حتى الان عن صبرا وشاتيلا هو مجرد مسودات اولى للتوثيق ، اما الكتابة العادلة فهي على موعد محتم مع جيل اقل ارتهانا من هذه الاجيال ومع زمن محرر من نذالة هذا الزمن الذي لا يذكر فيه اليتيم من قتل اباه ولا تستدل الارملة العمياء على قبر وزوجها.

اين كنا جميعا في تلك الظهيرة الحمراء؟ هذا السؤال يشملنا جميعا رغم ان من بادر به فنان ارجنتيني لم تبلغه استغاثات الاطفال لكن قلبه كسر زنزانة العظم وطار ليخفق فوق صبرا وشاتيلا حيث تحولت الغربان الى حمائم بلون الياسمين،.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات