المراقب الإسرائيلي يتهم نتنياهو بتقصير بالحرب الأخيرة على غزة
المدينة نيوز :- اتهم المراقب العام للدولة الإسرائيلية في تقريره النهائي بشأن الحرب الأخيرة على قطاع غزة "الجرف الصامد" صيف العام 2014، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعدد من المسؤولين، بتقصير كبير واخفاء معلومات عن الحكومة بشأن مخاطر أنفاق قطاع غزة. وعلى الرغم من خطورة التقرير بمنظور إسرائيلي، إلا أنه ليس من شأنه أن يؤثر على مصير نتنياهو السياسي.
ويلخص المراقب انتقاداته في ثماني نقاط مركزية: الأولى، أن نتنياهو ووزير الحرب موشيه يعلون لم يبحثا عن خيارات سياسية لمنع الحرب على غزة.
ويقول التقرير، إنه على مدى 16 شهرا، منذ تشكيل الطاقم الوزاري المقلص للشؤون العسكرية والسياسية، بعد انتخابات 2013، لم يبادر نتنياهو لأي بحث سياسي، في محاولة لفحص الخيارات السياسية أمام قطاع غزة، بشكل من شأنه ان يمنع اندلاع الحرب ، صيف العام 2014.
ثانيا: يتهم التقرير الجيش بالتقاعص وعدم تنفيذه المهام المناطة به بالكامل، إذ دمّر نصف الانفاق فقط. ويرى أن الجيش استخدم في عملية الكشف عن الأنفاق وتدمير تكنولوجيا قديمة، لم تكن بالمستوى الكافي للكشف عن كامل الانفاق في حينه.
ثالثا: يتهم التقرير نتنياهو ويعلون ورئيسي جهازي المخابرات العسكرية والعامة، ورئيس أركان الجيش ، باخفاء المعلومات الموثقة والمهمة عن الطاقم الوزاري المقلص للشؤون الأمنية والعسكرية، والتي تكشف مخططات حماس لعملية تفجير استراتيجية، لو وقعت، لندلعت الحرب على القطاع في وقت سابق. وأن الطاقم الوزاري علم في الموضوع متأخرا، وقبل ساعات من قرار شن الحرب في صيف العام 2014.
رابعا: يتهم التقرير رئيس مجلس الأمن القومي خلال الحرب، يوسي كوهين، ( رئيس جهاز المخابرات الخارجية "الموساد"، الحالي ) يالتقاعص وعدم البحث في خيارات اخرى بدلا من الحرب، بل كان المجلس يصادق فورا على كافة مخططات جيش الاحتلال.
خامسا: يكشف التقرير أن وزير"الأمن الداخلي" غلعاد أردان، اضطر تحت ضغوط من نتنياهو، لتغيير افادته أمام مراقب الدولة، بشأن الحرب على غزة، وشكل عمل الطاقم الوزاري المقلص. ويقول التقرير، إن الوزير أردان، بادر إلى تغيير افادته في شهر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، بقصد في الوقت الذي كان التقرير فيه في مراحله النهائية.
ويشير التقرير إلى أن تغيير الافادة تمت بضغط من مكتب نتنياهو، بشكل يقلل من حجم الانتقادات لنتنياهو.
سادسا: يرى التقرير أن مواجهة خطر الانفاق بات على رأس سلم الافضليات، فقط بعد انتهاء الحرب.
سابعا: يتهم التقرير قيادة المنطقة الجنوبية للجيش بتأخير نشر الأجهزة الكاشفة للأنفاق، وأن هذه العملية لم تكتمل حتى يومنا هذا.
ثامنا: يرى مراقب الدولة أن هناك فجوات كبيرة جدا بين تقديرات جهاز المخابرات العسكرية "أمان"، والمخابرات العامة "الشاباك". وضم التقرير العديد من الانتقادات، التي ظهرت على مدى السنوات الأخيرة، منذ عودة نتنياهو الى رئاسة الحكومة في العام 2009،.
وانتد التقرير كذلك آلية اتخاذ القرارات، في الحكومات الثلاث الأخيرة، بما فيها الحالية، وهو انتقاد وجه الى رئيسي جهاز "الموساد" و"الشاباك"، ووزير الحرب الأسبق إيهود باراك.
وفي ردود فعل الوزراء السابقين ، قال رئيس حزب "يوجد مستقبل" المعارض، يائير لبيد، وكان إبان الحرب وزيرا للمالية، إن تقرير مراقب الدولة، يثبت أن إسرائيل اتجهت الى حرب العام 2014، (الجرف الصامد)، وهي غير جاهزة لمواجهة الأنفاق، وقال، "إن التقرير يؤكد أن نتنياهو كان على علم بتهديد الأنفاق إنه لم يفعل شيئا، ولم يطلب من الجيش أن يعد خططا للقضاء على الأنفاق".
وقالت النائبة تسيبي ليفني المعارضة، وكانت وزيرة للقضاء إبان الحرب، وعضوة في الطاقم الوزاري المقلص، إن التقرير يؤكد على ضرورة إحداث انقلاب في شكل التفكير والابحاث، بشكل يعزز أكثر العلاقة بين المستويين السياسي والعسكري.
أما رئيس المعارضة، رئيس حزب "العمل" يتسحاق هيرتسوغ، فقد قال في بيانه أمس، إن التقرير يبعث على الخوف الكبير والقلق، بعد كشف شكل أداء رئيس الوزراء نتنياهو.
من ناحيته، رفض نتنياهو استنتاجات التقرير، وقال، إن الطاقم الوزاري المقلص أجرى 13 بحثا بشأن الانفاق، وأنه اتخذ استنتاجات حقيقية من الحرب على غزة، وأن هذه الاستنتاجات دخلت إلى حيز التنفيذ. وتباهى نتنياهو في بيانه، بأن جيشا قتل ألف فلسطيني في تلك الحرب، وأنه قضى على جزء كبير من شبكة الصواريخ التي لدى حركة حماس. وأن الحرب قادت إلى هدوء غير مسبوق في المناطق الإسرائيلية المحاذية للقطاع.