أحمد منصور أيضاً !

كتبت ، هنا ، قبل شهرين مطالباً صديقنا الدكتور جمال الخطيب بتفسير نفساني للأزمة التي يعاني منها مذيع "الجزيرة" المعروف أحمد منصور تجاه الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر ، وعلى الرغم من أن المقالة حظيت بالكثير من التعليقات ، وما زالت ، بعد أن أعيد نشرها في غير موقع ، فإن الدكتور لم يرد ، ولعله لم يصل إلى ذلك التفسير حتى اللحظة،.
وبصراحة ، فأنا ما زلت مصراً على مناشدتي للدكتور ، لأن المعضلة ما زالت قائمة ، وتتفاعل أكثر فأكثر ، وبالأمس كنا نتابع حلقة من شهادات السيدة جيهان السادات على عصرها ، وبالغ السيد منصور باتهاماته التقليدية لعبدالناصر ، حتى اضطرت السيدة التي ساهمت مع زوجها الراحل بحملات منظمة لتدمير سمعة الزعيم الراحل ، إلى الدفاع عنه ، فالكذبات أكبر من أن يصدقها عقل ، أو تنطلي على أحد.
السادات كان نقيضاً لعبدالناصر في كل شيء ، ولأنه أراد أن يصنع لنفسه مجداً من نوع آخر ، فقد جند أجهزته الأمنية والسياسية والإعلامية لتدمير سمعة سلفه ، ولكن الصحيح صح في آخر الأمر ، وفشلت الحملة بدليل أن صور الريس هي التي ترفع في كل مظاهرة مصرية ، ولا يجد أحد صورة واحدة للسادات ، فضمير الناس لا يمكن التلاعب به بهذا القدر من السذاجة.
عبدالناصر لم يكن نبياً ، ورحلة حكمه ليست محصنة من النقد والمراجعة ، وهذا ما تابعناه من تعليقات على مقالتنا السابقة ، ولكن ما يفعله أحمد منصور ليس نقداً أو مراجعة محايدة ، بل هو أقرب إلى رمي الحجارة باتجاه الهرم الكبير ، ويكفي ذكرى الزعيم الراحل ما قاله بحقه العالم المصري الكبير أحمد زويل ، الحائز علي نوبل: أنا نتاج مشروع عبدالناصر التقدمي ، ولو تقدم العمر به لرأينا مصر مختلفة.
الدستور