عون الخصاونة .... الأرض ليست مالحة

لم يعدم الاردن ، الرجال ، وقد ابدع رحم الاردن ، رجالا لهم مزايا خاصة ، ومن هؤلاء عون الخصاونة رئيس الديوان الملكي الهاشمي الأسبق.
عون الخصاونة وصل الى مواقع دولية رفيعة المستوى ، فهو قاضْ في محكمة العدل الدولية في لاهاي ، منذ عشر سنوات تقريبا ، ووصل الى موقع نائب رئيس المحكمة.
الموقعان لايتم منحهما على اساس الواسطة والمحسوبية ، ولا على اساس الترفيع التلقائي ، كما في مدارسنا الابتدائية.
الرجل ذو خبرة دولية قانونية ، تمنحه مصداقية خاصة واحتراماً على مستويات عالمية ، واذ كان رئيساً للديوان الملكي الهاشمي ذات يوم ، الى جانب الحسين بن طلال ، فقد خبر العمل مع الملك الراحل وهو على صلة دائمة بالقصر الملكي وبالملك عبدالله الثاني ، فلم يغب ، وان ابتعد عن الاضواء والشلل والبطانات.
يتسم الرجل بنظافة يده وعفة لسانه ، وهو سليل عائلة معروفة ، ولا توجد له عداوات سياسية او شعبية ، وحين تستمع الى الرجل ، لاتجد الا كلاما وطنياً عاماً ، ورؤية تجاه الداخل الاردني والعلاقة مع العالم.
الرجل لا يبحث عن شهرة ولادعاية ، فقد اختصر على نفسه كل المهاترات التي وقعت بها شخصيات اخرى ، على مدى السنين الفائتة.
اسم الرجل بحد ذاته ضمانة في اي قضية يتم طرحها لانه اسّس حضوره الداخلي على اساس من الاحترام ، فكان شخصية جامعة ، كما انه يتمتع دولياً بسمعة ممتازة ، خصوصا ، ان سلك القضاء والقانون الدولي سلك حساس.
سلك حساس لانه بحاجة الى حرفية ونزاهة ومصداقية لاتبنى بمجرد الكلام والشعارات ، وتأتي نتاج تراكم قائم على اساس الخبرة والسمعة.
مناسبة الكلام عن عون الخصاونة ، لها اسباب متعددة.بعضها يقال وبعضها الاخر لايقال.غير ان الرجل تحضرني سيرته امام الكلام عن ان الارض الاردنية باتت مالحة لاتنجب الرجال ، وهو كلام مردود.
عون الخصاونة دليل ساطع على ان الارض الاردنية ليست عاقراً.
( الدستور )