بطريرك الموارنة يفاجئ «حزب الله» بانتقاد سلاحه وتدخلّه في سوريا

المدينة نيوز :- لا يزال الموقف المفاجئ الذي أطلقه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حول «حزب الله» محور ردود على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تأكيد الراعي أن «حزب الله» دخل الحرب السورية «دون أي اعتبارٍ لقرار الدولة اللبنانية بالنأي بالنفس»، معتبراً أن ذلك «أحرج اللبنانيين وقسمهم بين مؤيّد لتدخّله ورافض له، وما زال اللبنانيون حتى اليوم منقسمين حيال هذا الأمر بين مَن يدعمه ويقول إنه لو لم يتدخّل لكان داعش وصل إلى جونية، وبين مَن يعتبر أن تدخله هو الذي استجلب تنظيم الدولة ».
وفيما لم يصدر أي تعليق من «حزب الله» على هذا الموقف، فإن مناصري الحزب دأبوا على انتقاد مواقف سيّد بكركي، الذي انتقد وضعية حزب الله في السلطة بقوله «الحزب الآن هو جزء من الحياة اللبنانية، هو حزب سياسي مع أسلحة، موجود في البرلمان والحكومة والإدارة. أنا مواطن، وشريكي مواطن، وأنا أعزل وهو مسلّح، وهذا شيء غير طبيعي. لكن الدولة اللبنانية لم تحسم أمرها في هذا الموضوع. ولو كان حزب الله ميليشيا خارج البرلمان، لكان الأمر شيئاً آخر، لكنه في الحكم».
ورأى مقرّبون من «حزب الله» أن ما صدر عن البطريرك الماروني لم يكن اعتباطياً، وأعربوا عن مخاوفهم من تلقيه معطيات من مراجع دولية كبرى تفيد بأن المرحلة المقبلة عنوانها مواجهة الحزب، في وقت رأى آخرون أن تصريحات الراعي هي رد غير مباشر على موقف الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي اعتبر أن سلاح «حزب الله» مكمّل للجيش.
وكتبت الناشطة الشيعية هدى رزق على حسابها على فيسبوك « طبيعي أن يصدر هذا التصريح عن البطريرك الماروني ضد سلاح حزب الله. فالذي يتابع مسار البطريركية المارونية يلاحظ أن النبرة تعلو عندما يعلو تحدي الأمريكيين والإسرائيليين لإيران، لا سيما وأن اللوبي الماروني المحيط بدونالد ترامب والجمهوريين قد عبّر بصراحة منذ الأيام الأولى لتولي ترامب الرئاسة عن انزعاجه من سلاح الحزب ومشاركته في سوريا وأخذ موقفاً من إيران. البطريرك صدى للسياسة الامريكية واللوبي الماروني التابع للجمهوريين والبطريرك صفير كان نموذجاً».
وعلّق خليل عبدون على كلام الراعي بقوله «لولا حزب الله لأصبح الراعي من رعايا أبو بكر البغدادي…».
ورأى مواطن من آل قاسماني «أن التعليمة وصلت والبطريرك أعطي الضوء الأخضر للاستدارة إلى الوراء… عسى يستطيع أن يوقف عجلة العهد العوني خاصة وأن تفاهماً بين التيار وحركة أمل على وشك التوقيع. وعليه فإن نغمة الانعزال الماروني تسعى لجولة فوضى جديدة وتضع البلاد على فوهة بركان».
في المقابل، رحّبت قوى سياسية لبنانية من فريق 14 آذار بتصريحات بطريرك الموارنة. واعتبر وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي «أن موقف الراعي يمثّل جميع اللبنانيين المؤمنين بسيادة الدولة على أرضها والرافضين للسلاح غير الشرعي، الذي تحوّل إلى أداة للفوضى والغلبة في الداخل، وإلى ورقة تستعملها إيران في المنطقة».
ورأى عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري «أن الراعي يطلق دائماً المواقف الوطنيّة وهو منحاز للبنان وسيادته».
وطالب لقاء سيدة الجبل «القيادات اللبنانية لا سيما المارونية بالوقوف إلى جانب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي الذي يمثّل اليوم، ومن خلال موقفه الأخير من سلاح حزب الله، ضمير كل لبنان «. وأصدر بياناً جاء فيه « أولاً- يؤيّد اللقاء ويثمّن عالياً موقف البطريرك الراعي من سلاح حزب الله في حديثه الأخير، حيث أكّد أنه سلاح غير شرعي كما أنه موضوع انقسام بين اللبنانيين وسبب تعطيل الدستور.
إن بكركي الداعمة لقيام لبنان والدولة تدلّل مرة إضافية على أنها إلى جانب الدولة والدستور وقرارات الشرعية الدولية، وهي حريصة على ألا يكون في لبنان سلاحٌ إلا سلاح الشرعية بيد الجيش والقوى الأمنية.
هذا ويحمّل اللقاء القيادات اللبنانية الاستقلالية، لا سيما المارونية منها، مسؤولية المشاركة في تغييب موضوع السلاح عن الحوارات السياسية، ويطالبهم بالوقوف إلى جانب البطريرك الذي يمثّل اليوم، ومن خلال موقفه الأخير، ضمير كل لبنان».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لقيت مواقف البطريرك التأييد، رغم العتب على مواقفه السابقة، فقال البير عكاوي «إيه هيدا حكي صح النوم ما كنا عارفينه بدو هالقد وقت حتى يحلّل ويفهم ويستوعب».
وكتب إيلي ابراهيم «الحمد لله أنو سيدنا البطرك أخيراً شاف الحقيقة…. بس يا ريت بوجّه انتقاده كمان للقسم المهم من رعيته اللي لحد اليوم مؤيدين حزب الله على العميانة بالرغم من كل المآسي اللي عم بعاني منها لبنان بسبب إلغائه كدولة».