ألف سفير وسفير!

تم نشره الإثنين 20 أيلول / سبتمبر 2010 07:02 صباحاً
ألف سفير وسفير!
خيري منصور

عندما كان عدد الاقطار العربية اقل من عشرين ، ردد العرب عبارات مليئة بالاستهجان عن وجود عشرين سفيرا عربيا في كل عاصمة من عواصم العالم ، وكانت الوحدة في تلك الايام من الاحلام المسموح بها وغير المحرمة ، لكن ما ان تولى ضحايا سايكس - بيكو التضاريس السياسية للخريطة العربية حتى تضاعف عدد خطوط الطول والعرض ، وضاع بالضرورة خط الاستواء ، وهذه ليست فكاهة جغرافية بقدر ما هي مأساة تاريخية وقومية ، فثمة اناس يفرحون بالمزيد من التمزق والتذرر كي يكون لهم نصيب من فضلات الموائد ، على طريقة مصائب قوم عند قوم فوائد.

وقد يتمنى هؤلاء انشطار كل بلد عربي الى عشرة ، كي تتضاعف الفرص في الوظائف،. مقابل اناس يتضررون من اي انقسام ليس لانهم قديسون معصومون من الرغبات الشخصية بل لانهم يبحثون عن نطاق قومي وديمغرافي وحضاري يسند طاقاتهم ، ولا يريدون التنافس على طريق كرة الزقاق المصنوعة من جوارب تالفة وبقايا ملابس داخلية تم الاستغناء عنها بسبب تعدد الثقوب في نسيجها.

واذا واصلت هذه المتوالية الاميبية الانشطار ، فان الناس سوف يتساءلون ذات يوم عن اية سفارة سودانية يقصد الزائر او من له حاجة تتعلق بالاعلام. فثمة سفارة لسودان شمالي واخرى لسودان جنوبي وقد تولد في المسافة الحرجة ثالثة للوسط تحمل اي اسم اخر.

اوشك هذا ان يحدث في لبنان والعراق واليمن ، حتى وان كانت هاجعة بانتظار الشياطين التي توقظها لانها اشبه بالكلاب التي تفرح عندما تموت الحمير.

كنا قبل نصف قرن بفلسطين واحدة والان لدينا فلسطينات باسماء اخرى ، فالاسباب تعددت وكذلك الاساليب لكن الانتداب هو الانتداب والاحتلال هو ذاته.

وان بدل المندوب السامي اسمه او مقر عمله ، فالاستعمار الكلاسيكي لم يكن قد عرف نظام التحكم عن بعد بواسطة الريموت كونترول ، والاستعمار الجديد كما وصفه سارتر بغير الاقنعة تبعا للحفلات التنكرية ، وقد تصل المفارقة الكوميدية ذروتها فيصبح استعمارا تحريريا،.

لم تحن اللحظة بعد كي يحصي الاعراب خسائرهم في حقبة التآكل القومي والتواكل الاعمى والكسيح على الاخر الذي يشبه التمساح وهو يفتح فمه ليعقد مقايضة مع طيور جائعة كي تنظف له اسنانه من بقايا الفريسة وهي لا تملك اية ضمانة او بوليصة تأمين تحول دون اطباق التمساح للفك ذي الاسنان الاشبه بالمنشار وتلقى مصيرها من السحق،.

الصينيون تظاهروا بالامس من اجل استرداد ارض احتلتها اليابان قبل ستة قرون وثلاثة عشر عاما.. والعرب ينسون ما احتل من ارضهم ومقدساتهم قبل ستين عاما ، او ثمانين عاما ، سواء في فلسطين او غيرها،.

مئة سفير وسفير.. والف وزير ووزير لبلدان تحولت الى كسور عشرية لا مستقبل لها غير تنظيف اسنان التماسيح،.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات