أمريكا ستعتمد على الوحدات الكردية في معركة الرقة بدلاً من تركيا.. وفرنسا تتوقع بدء الاقتحام خلال أيام

تم نشره السبت 25 آذار / مارس 2017 09:56 صباحاً
أمريكا ستعتمد على الوحدات الكردية في معركة الرقة بدلاً من تركيا.. وفرنسا تتوقع بدء الاقتحام خلال أيام

المدينة نيوز :- تلقت مساعي تركيا السياسية والعسكرية في سوريا انتكاسة جديدة مع تزايد الدعم الروسي للوحدات الكردية على الحدود مع تركيا، وظهور مؤشرات جديدة وقوية على اعتماد أمريكا والتحالف الدولي على هذه الوحدات في معركة الرقة وتجاهل خطط تركيا للمشاركة بالعملية مع استبعاد وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً يشكل تهديداً على أمنها القومي.
وعلى مدى الأشهر الماضية بذلت تركيا جهوداً سياسية ودبلوماسية حثيثة جداً على المستوى الدولي من أجل إقناع أمريكا والتحالف الدولي بعدم الاعتماد على «قوات سوريا الديمقراطية» ـ تقول أنقرة إنها تتكون في معظمها من وحدات حماية الشعب الكردية ـ في معركة الرقة، والاعتماد على الجيوش الرسمية وقوات المعارضة السورية المعتدلة عوضاً عنها، لكن هذه الجهود يبدو أنها لم تنجح في إحداث أي تغيير في الموقف الأمريكي.
وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الذي أعلن لأول مرة، الجمعة، أن معركة استعادة مدينة الرقة معقل تنظيم «الدولة» في سوريا ستبدأ «في الأيام المقبلة»، قال: «ستكون معركة قاسية جداً لكن أساسية لأنه وبمجرد سيطرة القوات العراقية على أحد المعقلين والتحالف العربي الكردي على الآخر فان داعش سيواجه صعوبة حقيقية في الاستمرار».
ويقصد الوزير الفرنسي بـ «التحالف العربي الكردي» قوات سوريا الديمقراطية، ليكون بذلك أول إعلان رسمي من مسؤول بهذا المستوى عن اعتماد التحالف الدولي على هذه القوات في المعركة المقبلة في الرقة، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يثير غضب أنقرة التي كانت تنتظر خطة ترامب الجديدة لمكافحة الإرهاب على أحر من الجمر وسط تفاؤل بإمكانية اتباعه سياسة أفضل نحو تركيا من سلفه باراك أوباما وخاصة فيما يتعلق بدعم الوحدات الكردية وتسليم فتح الله غولن.
تصريحات الوزير الفرنسي التي قال فيها إنه سيبحث تفاصيل المعركة في نظيره الأمريكي في واشنطن في الأيام المقبل، جاءت بعد يوم واحد من الوعد الذي أطلقته الدول الـ68 المنضوية في إطار التحالف الدولي للحرب على تنظيم الدولة بالقضاء على «التهديد العالمي» للتنظيم، وذلك خلال اجتماع استضافته واشنطن الأربعاء، وشارك فيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
وفي مؤشر على البدء الفعلي بتنفيذ عملية الرقة بالتعاون مع الوحدات الكردية، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، إرسالها معدات عسكرية لهذه الوحدات المنتشرة على محيط نهر الفرات، وقال البنتاغون إنه يجري العمل على تحرير المناطق المحيطة بنهر الفرات من تنظيم الدولة بقيادة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، لافتاً إلى أن بلاده قامت بعمليات لتنزيل السلاح بالطائرات المروحية وذلك لتطهير مدينة الرقة، وسد الطبقة.
والخميس، جدد نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش التأكيد على أن بلاده لن تقبل بأن يحل تنظيم «ب ي د» محل «داعش» بعد تحرير الرقة، وقال: «الرقة عائدة لأهلها، ولو قامت قوات التحالف الدولي بدعم المعارضة المعتدلة في عملية تحرير الرقة فإننا سندعمها، كما سبق أن أعلنا في المناسبات كافة. لكن إن قلتم (قوات التحالف) لنا سنُخرج داعش لنضع ب ي د مكانه، فإن تركيا لن تسمح بذلك أبداً، ولن نشارك في العملية».
وأكدت جهات تركية متعددة في السابق «استحالة» العمل إلى جانب الوحدات الكردية بشكل مباشر وبتنسيق أمريكي، وإلى إمكانية اللجوء إلى منع طائرات التحالف الدولي من استخدام قاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا في معركة الرقة في حال الاعتماد على الوحدات الكردية.
وجرت الشهر الماضي مباحثات سياسية وعسكرية مكثفة على كافة المستويات بين المسؤولين الأمريكيين والأتراك، وقدمت خلالها هيئة أركان الجيش التركي خطة شاملة للقيام بعملية عسكرية لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة مقابل استبعاد الوحدات الكردية من المعركة.
وتضمنت الخطة التركية أن يقود الجيش التركي العملية التي سينفذها بشكل أساسي آلاف من المسلحين السوريين المعارضين وبغطاء جوي ودعم لوجستي من قوات التحالف الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، كما شملت الحصول على تعهد أمريكي بفتح ممر لدخول القوات التركية من مناطق سيطرة الوحدات الكردية في منطقة تل أبيض شمالي سوريا، لكن جميع المعطيات تؤشر إلى واشنطن ارتأت مواصلة الاعتماد على وحدات حماية الشعب الكردية.
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من احتدام الاحتقان بين واشنطن وأنقرة على خلفية تأكيد أردوغان نية قوات الجيش التركي المشاركة في عملية «درع الفرات» التوجه نحو مدينة منبج التي تسيطر عليها الوحدات الكردية بعد أن أتمت السيطرة على مدينة «الباب» وهو ما رفضته واشنطن وعملت قوات النظام بالتعاون مع روسيا على السيطرة على العديد من المناطق الفاصلة لمنع تقدم القوات التركية، ما جعل من سيناريو دخول القوات التركية لمنبج غير واقعي وصعب الحصول.
وفي حوار تلفزيوني أجراه مساء الخميس، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مهمة قوات بلاده في سوريا لم تنته بعد، وأنّ هناك أموراً لم تنجز إلى الآن في الشمال السوري، لافتاً إلى أن «الاهتمام الروسي والأمريكي بحزب الاتحاد الديمقراطي يبعث على الانزعاج لدى تركيا».
وقال: «مهمتنا ستستمر في الأراضي السورية إلى أن يتم تطهير المناطق السورية كافة من هؤلاء الإرهابيين، فرؤساء أركان تركيا والولايات المتحدة وروسيا تباحثوا حول الوضع في الشمال السوري ومازالوا يتباحثون، وإنّ ترويج بعض الأطراف على أنّ مهمة تركيا انتهت وعليها الانسحاب، مجرد كلام فارغ».
وانتقد «فكري إشق» وزير الدفاع التركي عناصر من الجيش الروسي لارتدائهم الشعار الخاص بحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، مشدداً على أنه «لا يمكن لتركيا أن تقبل بالتعاون المشترك بين كلّ من روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية مع حزب الاتحاد الديمقراطي».
ومنذ يومين، عاد الخلاف حول دعم الوحدات الكردية إلى الواجهة مجدداً بين أنقرة وموسكو، حيث استدعت تركيا، الخميس، القائم بالأعمال الروسي بعد مقتل جندي تركي عندما أطلق عليه قناص النار من المنطقة التي تسيطر عليها فصائل كردية مسلحة في سوريا وتنشر فيها روسيا عددا من جنودها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حسين مفتو اوغلو: «فور الحادث دعونا القائم بالأعمال الروسي إلى الوزارة وأعربنا له في البداية عن استيائنا البالغ». وأضاف «طلبنا منهم تجنب أي حوادث مشابهة بعد هذا الحادث، ويجب القيام بكل ما هو ضروري. وقلنا إنه إذا تكرر ذلك فسيتم الرد بالشكل المناسب».
ولاحقاً، سلمت الخارجية التركية الدبلوماسي نفسه رسالة احتجاج أخرى بعد نشر صور قيل إنها تظهر جنوداً روساً في سوريا يرتدون شارات وحدات حماية الشعب الكردية.القدس العربي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات