تسجيل صوتي للشهيد فقها.. ماذا قال؟

المدينة نيوز :- حصلت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" على تسجيل صوتي للشهيد مازن فقها الذي اغتيل مساء الجمعة برصاص مجهولين بمسدس كاتم للصوت بمنطقة "تل الهوا" جنوب مدينة غزة.

ويتحدث فقها في التسجيل الحصري عن نشأته ودراسته وحياته في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة (قضاء جنين)، وتجربته مع المطاردة وخلال الأسر ومجموعة من النصائح التي يقدمها للشباب.

ويوضح فقها خلال حديثه أن الجامعات تعد من أهم موارد النضال العالمي والفلسطيني، ويلفت إلى أنه كان له دور مميز في خضم أحداث انتفاضة الأقصى، وأنه كان من التيار الفاعل فيها.

ويشير إلى أنه اعتقل خلال تلك الفترة إثر عملية نفذت في مدينة صفد شمال فلسطين المحتلة ردًا على قصف الشهيد صلاح شحادة ومجموعة من المواطنين عام 2002، وكان من نتائج العملية مقتل 9 وإصابة 50، وعلى إثرها بات مطاردًا.

وينوه إلى أن الاحتلال حاول تصفيته أكثر من مرة، وحُكم على إثر عملية "صفد" 9 مؤبدات وخمسون عامًا، وبقي في الأسر 9 سنوات ونصف وتحرر بصفقة وفاء الأحرار عام 2011.

الأسر مقاومة

ويكشف فقها أن حياة الأسرى داخل السجون هي استمرار للمقاومة، ويقول: "كانت حياتنا استمرار في فهم نهج العدو، وطبيعته عن قرب من أجل الاستعداد له في مراحل قادمة".

ويضيف أن التعامل مع سلطات سجون الاحتلال الإسرائيلية أعطانا فكرة عن التكوين النفسي والإداري والفكري لهذا الكيان، بالإضافة إلى الإعلام أيضًا.

ويتابع: كان هناك برامج ثقافية خلال السجن، تصب كلها في نهج دعم المقاومة والاستمرار بها، والكثير من الدراسات خرجت ليستفيد منها الشعب الفلسطيني والمقاومين.

ويلفت فقها إلى أنه لن ينسى للاحتلال اللحظات التي عاشها في الأسر، وينوه إلى أن كل أسير يكره المحتلين، ولكنه عندما أُسر، وبعدما كانت مقاومته وطنية وفي سبيل الله، بات هناك عامل انتقامي لأبناء قضيته وشعبه.

نصائح للشباب

يقول الشهيد إن: "هناك قضية مهمة، وهي القرب من الله، حيث إنه يخلق وازعًا داخليًا للإنسان لعدم الخوف من العدو، والاستعداد للبذل والجرأة والشجاعة والتوكل على الله حقيقة، وكلها معاني يجب أن ترسخ في نفوس الشباب".

ويبين أن الشباب يجب أن يكونوا على ثقة بالمشروع الجهادي وحب الانتماء لهذا المشروع، كما يجب أن يكونوا على قناة راسخة أنه لن يحدث شيء إلا ما هو مقدر (الإيمان بالقضاء والقدر)

ويوضح فقها أنه "يجب أن يكون الشباب على قدر المسؤولية وأن يتطلعوا للأمام، وأن يكثفوا من مطالعتهم للأخبار والنشرات والدورات والأبحاث وأن يفهموا طبيعة العدو"، ويلفت إلى أن الاحتلال" يتعامل معنا بعقل علمي".

ويشير إلى أن التعليم الذي أحبّه هو التعليم العلمي (الكيمياء-الفيزياء-الهندسة ...)، وإتقان لغة العدو، وينوه إلى أنه يجب رعاية المسيرة التعليمية، والتكامل من أجل النهضة بشعبنا وهي بحاجة إلى تكاتف الجهود بين قطاعات الشعب.

الصفقة ممكنة

ويقول فقها إن: الانتقال من مرحلة ما قبل الصفقة إلى ما بعدها هو تغير نوعي في القضية الفلسطينية ككل، فمسألة تحرير الأسرى أصبحت ممكنة؛ فقد كسرنا الحواجز واللاءات التي كان يضعها الاحتلال على تحرير الأسرى، وبات بالإمكان حدوثها بعد أن كانت من المستحيلات.

ويضيف خلال حديثه أن: أهم شيء حققته صفقة وفاء الأحرار هو تعزيز الثقة بمشروع المقاومة.

ويعتقد فقها أن المقاومة في غزة قطعت مرحلة مهمة ومتطورة في تطوير العمل المقاوم والدعوي والسياسي وهم في حالة متطورة جدًا بالنسبة لوضع الأسرى قبل السجن، لافتًا إلى أنهم مدركون للواقع ككل.

ويلفت إلى أنه كان يتمنى خلال الأسر زيارة غزة، ويقول: "عند الإفراج عنا وقدومنا لغزة ظننت أني بحلم، حتى أنني طلبت من أحد الأخوة أن يقرصني، فقد كنا قبل ساعات مقيدين بالأغلال الحديدية، وشعرت أني بالجنة".

ويشير إلى أن غزة تمثل "بعث حياة" للأسرى، كما أن فيها روح جهادية، وهي مفقودة في كثير من دول العالم، وما يميزها الالتزام الديني والأخلاق وهي من معالم الحضارة الأصيلة.