الفقهاء وكسر قواعد الحرب

أقدم الكيان الاسرائيلي على اغتيال مازن الفقهاء في قطاع غزة بكاتم صوت، معلنا بذلك تغيرا واضحا في قواعد اللعبة في فلسطين والصراع مع الكيان؛ امر علقت عليه حركة حماس ومن خلال جناحها العسكري القسام ببيان صدر بعد ساعات قليلة من اغتياله بالقول: «سنكسر معادلة الاغتيال الهادئ، وسيدفع الاحتلال الثمن»؛ ما يعني ان المقاومة الفلسطينية لن تقبل بأن يفرض الكيان قواعد الحرب في فلسطين، ليحولها الى حرب صامتة تضعف قدرة المقاومة على الرد.
الحرب في فلسطين لم تنته بين المقاومة والكيان، فهي مستمرة على مستويات عدة، وتأخذ العديد من الاشكال والصور، إلا أن الاضافة الجديدة للكيان باعتماد اسلوب الاغتيال الهادئ -كما وصفته المقاومة في غزة- يشير الى رغبة في تغير قواعد الحرب؛ ما استتبع مراجعة سريعة من المقاومة لأسلوب الرد الذي سيكسر معادلة الاغتيال الهادئ، بحسب ما توعد قادة المقاومة.
الرد مسألة وقت كما هو واضح من التصريحات والاعلانات لكافة فصائل المقاومة، غير أن رد الفعل الصهيوني سيحدد المسار والاتجاه الذي ستتطور المعركة المقبلة؛ فإما أن تستمر في حدود الردود المتوازية، وتقبل بالمعادلة التي صاغاتها دوائر صنع القرار الصهيوني، او ان تتوسع الى مواجهة شاملة ليس من المحتمل ان يكون الكيان مستعدا لها في المرحلة الحالية؛ بسبب الصراعات الداخلية، والغرق المتواصل في الازمة السورية، وفوضى الاقليم، بدءا من البحر الاحمر، وليس انتهاءً بسوريا؛ والمترافق مع الارتباك الامريكي الداخلي الذي انعكس على سياساتها الخارجية تجاه المنطقة والعالم.
المعضلة الآن باتت إسرائيلية؛ فالالتزام بمعادلة الرد الهادئ، او الاغتيال الصامت قد لا تحتملها دوائر صنع القرار في الكيان الاسرائيلي؛ فقواعد المواجهة هذه قد تضع بداياتها، ولكن لا تستطيع أن تحدد نهاياتها، ومسار تطورها؛ فهي كعض الاصابع امر قد لا تحتمله الماكينة العسكرية الاسرائيلية، او الرأي العام الداخلي في الكيان؛ فالحرب الهادئة قد تستهوي المقاومة الفلسطينية أكثر مما قد تستهوي الكيان الاسرائيلي في المدى المتوسط او حتى القصير.
السبيل 2017-03-26