تأجيل الانتخابات.. من يتبنى الخيار؟

تم نشره الثلاثاء 21st أيلول / سبتمبر 2010 04:06 صباحاً
تأجيل الانتخابات.. من يتبنى الخيار؟
فهد الخيطان

رغم وجاهة الاسباب الا ان الدولة غير مستعدة لمناقشة الاقتراح .

رغم التأكيدات الرسمية الحاسمة ان الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها المقرر وهو التاسع من تشرين الثاني المقبل, الا ان الحديث عن التأجيل لا يتوقف في الاوساط السياسية, وينتقل بالضرورة الى الاوساط الشعبية.

الحديث عن التأجيل لا يستند الى معلومات دقيقة لأن كل ما يصدر عن المراجع الرسمية يصب في اتجاه واحد هو اجراء الانتخابات في موعدها المقرر, انما هو تعبير عن رغبة لدى اوساط وشخصيات سياسية بينهم رؤساء حكومات ووزراء ومسؤولون سابقون يعتقدون ان الاجواء غير مهيأة لاجراء انتخابات يشارك فيها الجميع ويتعلل اصحاب هذا الرأي بقرار الحركة الاسلامية واحزاب سياسية اخرى مقاطعة الانتخابات ومعهم جماعات غير منظمة تنتمي الى اوساط المجتمع المتنوعة, تلتقي كلها وسط حالة شعبية من عدم الاكتراث واللامبالاة تجاه مبدأ المشاركة.

ويذهب بعض السياسيين من رجال الدولة السابقين الى التحذير من ان اجراء الانتخابات في مثل هذه الظروف سيفرز مجلسا نيابيا لا يختلف في تركيبته عن المجلس المنحل ان لم يكن اسوأ منه, ويعتقد اخرون ان هناك حالة من الارتباك في مؤسسات صناعة القرار والاشراف على الانتخابات تجعل من الصعب عليها التحكم بمخرجات العملية الانتخابية, ناهيك عن تدني نسبة المشاركة المتوقعة في الانتخابات وما يعنيه ذلك من اثر على شرعية تمثيل المجلس للشعب.

واللافت انه الى جانب رجال الدولة السابقين هناك تيارات محسوبة على المعارضة التقليدية تطالب بتأجيل الانتخابات. فجميع الاطراف التي تبنت مقاطعة الانتخابات طالبت بشكل صريح بتأجيل الانتخابات باستثناء الاسلاميين الذين جعلوا من تعديل قانون الانتخاب عنوانا لقرارهم بالمقاطعة.

لكن كل هذه الاطراف مجتمعة تعتقد ان التأجيل سيفتح الباب لمراجعة قانون الانتخاب وتعديله وتهيئة المناخ السياسي لمشاركة القوى السياسية وقوى المجتمع كافة في العملية الديمقراطية وصولا الى مجلس نواب يعكس تمثيلا حقيقيا للشعب.

لا يوجد في الدولة اليوم من هو مستعد لمناقشة هذا الخيار الا اذا وقعت احداث في المنطقة "حروب او ما شابه" يتعذر معها اجراء الانتخابات في موعدها.

قد تجد في اوساط المسؤولين من يتفهم دوافع الداعين الى التأجيل. لكن احداً منهم غير مستعد لمناقشة الاقتراح بشكل جدي. هناك اقرار بان المقاطعة ستغير بصورة المجلس القادم, وان المزاج السلبي سينعكس سلباً على نسبة المشاركة. لا بل هناك اعتراف بان قانون الانتخاب المؤقت لا يخدم عملية الاصلاح السياسي ولا يطور الحياة النيابية في البلاد, لكن التأجيل في نظرهم سيطيح بما تبقى من مصداقية في الداخل والخارج ويهز سمعة الاردن عند اصدقائه وحلفائه ويظهرها كدولة هشة تخضع للضغوط.

الانتخابات بالنسبة للحكومة اصبحت بمثابة عملية فدائية التراجع عن تنفيذها في اللحظة الاخيرة امر مستحيل.

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات